الثقافة تعاني على مائدة وزارة الثقافة .. *د.خالد شنيكات
18-05-2014 03:29 AM
تعد الثقافة والاهتمام بها عنصرا اساسيا وحيويا لدى المجتمعات الحية، وهناك الكثير من المجتمعات تعمل بكل قوة ونشاط لكي تنشر الاعمال الثقافية والبحثية لابناها، وتفاخر بانها نشرت ارقام كبرى في البحث والاعمال الثقافية رغبة منها في التأكيد على مشاركتها والمساهمة في الحصة الحضارية العالمية.
ولا يجادل أحد بان هناك علاقة بين تقدم المجتمعات وانتاجها البحثي والثقافي والعلمي، فحياة المرء مقترنة بما قدمه للاخرين من أعمال مثمرة ومفيدة وليس أي شئ آخر.
ما دفعني للحديث هو حال وزارة الثقافة، فرغم التركيز على محاضرات الوزيرة وما تقوم به الوزيرة من جولات وحملات العلاقات العامة على شاشات التلفزة فانه من وجهة نظري لا يعد في حسابات الانجازات المطلوبة، فالوزارة على الاقل وبحكم تجربتي الخاصة متوقفة عن دعم النشر منذ فترة ليست بالقصيرة، فعلى سبيل تقدمت الجمعية الاردنية للعلوم السياسية لدعم نشر اعمال مؤتمرها الدولي الاول منذ فترة ليست بالقليلة للوزارة والى الان لم يتخذ قرار في الامر رغم اكثر من زيارة للوزارة، والنتيجة حتى هذه اللحظة لاشئ.
وفي خضم الحياة المستمرة بدون توقف، يبدو ان العمل بهذه الصورة له ارتداداته العكسية، وقد يكون الكثير من الاخطار التي يمكن ملاحظتها حاليا ومستقبلا، اذ لايعقل ان يتم الحجر على الابداعات والانجازات؛ لان ذلك يؤدي في النهاية الى فقر ثقافي واضمحلال في الوعي الثقافي.
ان الايمان بالثقافة يقتضي العمل على نشرها وتعميمها ، لا وأدها ، وهذا ما يثير الكثير من التساؤلات حول حقيقة برنامج واستراتيجية عمل الوزارة وكيفية العمل والتنفيذ، ان الانتقاد حق مشروع خاصة حينما يكون هناك ضعف في الاداء وتراجع، كيف لا؟ والوزارة مكلفة بالدرجة الاولى لحماية الهوية وتحصينها وتشجيع القيم الايجابية ودعم البحث والنشر، وعلى كتفها اهم واجب وهو العمل الثقافي ودعمه بكل السبل والامكانيات.
ولسوف يكتب التاريخ عن الاردن وتاريخه وانجازاته، وعادة لا يكتب الا الاعمال الثمينة وذات القيمة، ولهذا تبدو اهمية وحيوية وزارة الثقافة كذاكرة تسجيلية لهذا الوطن وشعبه وقيادته، وبدلا من الانصراف نحو الاعمال غير ذات القيمة، فيجب تحديد البوصلة نحو ما يفيد ويمكث في الارض، وما احوجنا لان نبحث وندرس ونتعلم وننشر هذه الثقافة ونعززها بالمعرفة وتقديس قيم الانجاز لكي يبقى الاردن شامخا عصيا على التحديات والمحن.