دور الشباب الأردني في الاقتصاد الوطني
د. عادل محمد القطاونة
18-05-2014 03:11 AM
بلغ عدد الذين يحملون الجنسية الأردنية ما يقارب من 7 مليون مواطن حسب تقرير دائرة الإحصاءات العامة في تقريرها الصادر للعام 2013 ؛ وبلغة أدق فقد بلغ عدد الأردنيين 6.309.963 مواطن يعيش 38% منهم في العاصمة عمان حسب تقرير العام 2011 كما أظهرت آخر البيانات الاحصائية أن نسبة المواطنين الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة قد قاربت ال80% من مجموع عدد السكان ؛ وبلغت نسبة الشباب في الفئة العمرية (15-24) ما نسبته 22% من عدد السكان. (الاحصاءات العامة، 2012).
لقد تميز الشباب الأردني منذ سنوات طويلة بالكفاءات العالية والمهارات المتخصصة فجاب المعمورة شرقاً وغرباً ؛ شمالاً وجنوباً ووضع بصمته في كبرى الشركات العالمية علماً وخبرة ؛ وحقق الشباب الأردني الريادية والعلامة الفارقة في رفد الإقتصاد الأردني والعربي والدولي بمنتج اردني قوي على الرغم من محدودية الموارد وشح الإمكانات المتاحة.
إن من المفارقات التي شهدها الشاب الأردني تجلى في ضعف معدل دخله المحلي فالأردن صنف من الدول المنخفضة الدخل وبلغ متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية بالدينار لعام 2012 بواقع 3275 دينار ومعدل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة بالدينار مبلغ 1639 دينار ؛ وعلى الرغم من محدودية التطور الاقتصادي الاجتماعي للمملكة عبر السنوات فقد صنفت هيئة الأمم المتحدة الأردن في المرتبة 90 من أصل 177 دولة حسب مؤشرات التنمية البشرية. (ويكيبيديا، الموسوعة الحرة).
تشير الدراسات إلى أن ما نسبته 95% من المواطنين الأردنيين العاملين في القطاع العام والخاص يقل مستوى دخلهم الشهري عن 1000 دينار أردني! أما بالنسبة للشاب الأردني فإن حلم ال300 دينار أردني كان ولا زال هو الهاجس الأكبر حيث أن كابوس البطالة والفقر دفع الكثير منهم إلى قبول التحدي الأكبر في السفر إلى الخارج لتحقيق دخل أفضل يسهم بطريقة أو بأخرى في رفد الاقتصاد الأردني عبر التحويلات النقدية من الخارج ؛ وقد بلغ إجمالي حوالات الأردنيين في العام 2013 ما يقارب من 3.647 مليار دولار وبلغت لأول شهرين في العام 2014 بواقع 550 مليون دولار بارتفاع مقداره 4.1% من نفس الفترة للعام 2013 مما يعطي مؤشراً إلى تعافي اقتصاديات الدول المستضيفة للمواطنين الأردنيين من تبعات الأزمات المالية علماً بأن هذه التحويلات تعتبراً مصدراً رئيسياً للعملة الصعبة والتي يعتمد عليها الأردن في ميزان المدفوعات.
يجب على كافة الجهات ذات الصلة بالشباب الأردني العمل على إستغلال الفراغ في حياة الشباب من خلال مشاريع تحفظ أوقاتهم، وتزيد من حبهم لوطنهم وتجذب أنظارهم لكل إيجابي ، وإستحداث مراكز عمل وتوظيف منظمة ومدعومة وتفعيل دور صناديق المشاريع التنموية والريادية للشباب لتفتق إبداعهم وتحاكي مستقبلهم وتغطي في كثير من الحالات نفقاتهم ليكون ذلك عونا على المستقبل المشرق البراق الذي ينبئنا بقدوم حضارة قوية تسهم في دفع عجلة التقدم والبناء.
ختاماً إن دور الشباب وقدرتهم على تقديم أنفسهم ليكونوا حاضرين في البرامج الاقتصادية والاجتماعية وفي نهضة وبناء الوطن يعتبر من الأهمية بمكان ؛ فالشباب هم العامود الفقري لأي مجتمع كان، ويجب على الدولة أن تبحث في إيجاد الآليات الحقيقية ليكون للشباب دورهم الفاعل والمؤثر في القرارات الوطنية المختلفة بما فيها القرارات الاقتصادية والاستثمارية ؛ وأن يصار إلى البحث عن الآليات الأمثل لإيصال صوت الشباب إلى صُنَّاع القرار بمبادرة من الهيئات الرسمية على اختلاف مسمياتها وأشكالها، كما أن من الأهمية اليوم التأكيد على مشاركة الشباب الفعالة في المحاضر والمؤتمرات الاقتصادية من أجل رفع المهارات الفنية لدى الشباب ولتفعيل دور الشباب بالحياة العامة ومن خلال إتاحة المجال لهم بإطلاق آرائهم بكل حرية وزيادة الوعي الشبابي بالقضايا الوطنية والإقليمية وتحفيزهم على التفكير وتنمية مهارات القيادة والعمل الجماعي.