ربيحات يكتب : الهند .. "اكبر الديمقراطيات في العالم "
17-05-2014 08:59 PM
بعد اسابيع من الاقتراع عبر الناخب الهندي عن رغبته في التخلي عن الاحزاب التي سيطرت على المشهد السياسي منذ استقلال البلاد في اربعينيات القرن الماضي... وبقيت تراوح مكانها في التصدي للهموم التي شغلت الناخب الهندي, فقد عجزت عن تحقيق طموحات الشعب في الحفاظ على معدلات النمو الاقتصادي الذي كان يفوق ال 8%...وترددت في اتخاذ اجراءات مقنعة في وقف مسلسلات الفساد التي ازعجت الناخب الهندي.
السياسات التي تبناها حزب المؤتمر خلال السنوات العشر الاخيرة كانت بائسة ووصفت بالعقم والعجز والقصور في تلبية طموحات شعب قرر ان يلحق بالركب العالمي واصبح يبحث عن من يستطيع قيادة المرحلة ويمكنه من ان يحقق حلمه الوطني.
ناريندرا مودي استطاع ان يقود حزبه القومي ليحصد اكثر من 277 مقعدا من المقاعد ال 543 التي يشملها مجلس الشعب الهندي ويقترع عليها اكبر جسم انتخابي في العالم......الانتخابات الذي احتفظ من خلالها راهول غاندي وسونيا غاندي بمقعديهما في المجلس مع خسارة الحزب الذي تناوبا على قيادته...دفعت ب حزب بهاراريتا جاتاتا الهندوسي الى سدة الحكم...لينفذ وعده الانتخابي بتغيير مستقبل البلاد من خلال التنمية ...وتأمين الوظائف للشباب
وتحقيق المزيد من الاحترام للنساء.
الهنود وجدوا في طرح مودي وشعاراته وتاريخه السياسي ما يطمئنهم للخروج من حالة التباطوء الاقتصادي
فأقبلوا على انتخاب حزبه...لا يهمهم ماذا عملت اسرة غاندي او غيرها من القيادات السياسية التي تعاقبت على ادارة شؤون البلاد...فلا معيار لديهم غير المصلحة العامة والقدرة على ادارة الشؤون العامة للبلاد.
اليوم يرى مودي ناريندرا بأن الانتخابات "بداية التغيير ...وانها ثورة شعب....وبداية عهد جديد" فعلينا ان نضم الجميع....ومع ان البعض يتهمه بأنه مستبد يؤمن بتفوق الهندوس ويعتبره البعض مسؤولا عن المذبحة الذي اودت بحياة مئات المسلمين قبل اعوام.
في الانتخابات التي تنافست عليها عشرات الاحزاب حصل بعض المرشحين على 5 ملايين صوت دون ان يحالفهم الحظ في حين حصل كل من سونيا غاندي وراهول غاندي على ما يزيد على 3 ملايين صوت....
الاقتصاد الهندي الذي نجح ليلحق بالاقتصادات العالمية واصبح الثالث اسيويا بعد الصين واليابان على موعد مع دفعة جديدة تحت قيادة جديدة. والبشرية ونحن بشكل خاص مدعوون ىلنتامل كيف تعالج الامم مشكلاتها لا بالجدل بين الموالين والمعارضين والمحبين والاقل حبا...بل كيف يمكن ان نحل مشكلاتنا الكبرى بعيدا عن الاشخاص والولاءات وتجارة الولاء التي اصبحت سمة اردنية بامتياز .
العالم يحترم الشعوب التي تنجز لا الشعوب التي تتغنى بحسن النوايا ....اوباما اعلن انه يرحب بزيارة مودي للولايات المتحدة ولقائه في اي وقت...بعد ان كان مودي ممنوع من دخول الولايات المتحدة منذ عهد جورج بوش لاتهامه بالعنصرية واعتباره مسؤولا عن المذبحة التي اودت بحياة المسلمين.
التغيير ليس وثائق وكلمات وبيانات ....التغيير انجازات ترضي الناس وتساير العصر.