على حماس أن تتوقف عن هذه التصريحات .. بقلم : د. عائشة الخواجا الرازم
17-05-2014 06:59 AM
حماس تصرح كل يوم بأن الشعب الفلسطيني ولود... وأن الأرض ولادة ... ولا يمكن أن يتأثرالوطن باستشهاد الأبطال ! والتأكيد على أن الشعب معطاء وأن الشهداء لا يمكن أن يكونوا خسارة، وأنهم مكسب للقضية وللمقاومة التي تزكي الطريق بهذه الدماء الذكية ! وما زالت حماس تردد تصريحاتها بأن رئيس وزراء العدو الصهيوين نتن يمنح الفلسطينيين والغزيين كل يوم شهادة بطولة !!!
الله يلعن النتن واللي خلف النتن يا حماس ... فالنتن لا يمنح شهادات بطولة ... وكما كنتم تصرحون أيام شارون بأنه يمنح الشهداء شهدات عزة وكرامة ..!
كيف ومنحفظكم هذه الشعارات ؟؟ أليس هناك غيرها لتحفظوها ؟؟ ابتكروا شيئاً جديداَ من التصريحات بالله عليكم !
يا إلهي ... ما الفرق بين ما تدعيه إسرائيل من احتراقها بالأفران في الهولوكوست الغربي ، وبين حرقها للرجال في السيارات المغلقة ؟ وحرقها للأسر والعائلات في غرفهم التي ينامون فيها آمنين حالمين مثل بقية خلق الله ! وتدميرها للبيوت والعمائر والمساجد والأشجار ! وبالصواريخ المنطلقة من الطائرات وعلى مرأى من الشعب والأهالي والأطفال المروعين والخائفين المذعورين ؟ الفرق أن أيام الهولوكوست ضد الأبرياء ( هذا إذا صحت رواية الهولوكوست ) أن العالم لم يكن على ثورة فتح مشهودة على الأمم والعالم إعلاماً !!!
واليوم يشهد العالم كله ويتفرج ويدمن الفرجة ويوازيها بالأفلام ، فلا من يحن على دمه غير صاحب الدم ، فلنتق الله في أهلينا ورجالنا ومستقبل الأجيال التي رأت الأهوال !
إن هولوكوست الفلسطينيين يجري على مسمع ومرأى وقهوة العالم كله ، هذا إذا افترضنا أن العالم الغربي يرى ، مع أنني أشاهد الإعلام الغربي في العالم لا يقدم صورة عما يجري من محرقة عسكرية ضد مدنيين فلسطينيين ! ففي دول الغرب لا أحد يهتم بالقضايا الدولية التي يذهب ضحيتها العرب والفلسطينيون ! ولذلك يكون الهولوكوست الفلسطيني ثورة من الاستفراد بشعب كامل وترويعه قبل أن يصحو العالم المعول عليه في لحظة غفلة !
حماس تصرح بأن الشعب ولود ولا يمكن أن يتأثر باستشهاد الأبطال ! والتأكيد على أن الشعب معطاء وأن الشهداء لا يمكن أن يكونوا خسارة وأنهم مكسب للقضية وللمقاومة التي تزكي الطريق بهذه الدماء الذكية !
صحيح أن هذه أذكى الدماء وأن المقاومة هي الطريق ، وأن الشباب ودماءهم يزيد الشعب أملاً بالاستمرار في طريق المقاومة ، وصحيح أن المقاومة هي الطريق الصحيح لكنها تفقد الكثير من الشباب والأبناء ، وتفقد الكثير من القادة ، وقد فقدت خيرة قادتها وأقواهم ،!!
وأنا لا أفقد الأمل بأن الأرض ولادة ... ولكن إلى متى يبقى المد الدامي من الحرق والإجرام الإسرائيلي يستفز فينا المكابرة والتصريحات والاعتزاز بالموت ( ) فالموت موت ، والخسارة عظيمة ولا يجب علينا أن ندهن الجريمة بالعسل ونقول أنها شرف لشعبنا ولقد منحنا شارون والنتن وأولمرت وفلانة شهادة ؟
فلا شارون ولا النتن يمنح شهادة ، ولا المجرمون الأوغاد القتلة اللصوص يمنحون شهادة ، وعلى قادة حماس وقد خسرنا الكثير منهم والله يعوضنا عنهم مجاهدين أبطالاً ويحميهم من عدو الله وعدوهم ، على قادة حماس أن يغيروا من نهج تصريحاتهم الفرحانة بالشهداء .
لا بل على حماس أن تعتبرهم خسائر فادحة وعظيمة لا يعوضون ... وأن الجريمة العصرية لا يمكن أن تغتفر ولو طالت طوابير قتل المجرمين ، وليس طوابير قتل المجاهدين .
على قادة حماس أن تتوقف عن التصريح أن لا يجهزوا التصريح بأن الشباب مشاريع شهداء ، لأن الكفاءات الفكرية والنضالية لا يمكن لها أن تكون قد أعدت العدة لتكون مشاريع ميتة !
لا بل مشاريع حياة ومشاريع بناء وتحرير وسمو بالقيمة الإنسانية ولتعيش في الأرض وتنجب وتتكاثر وتصبو للحرية والوطن السامي الأمثل ! فكفانا ببغاوية لشعارات ترتق الفضاء بالدماء ولا تعتني بالأرض الخضراء !!!