facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




على أكتاف الشراه ..


16-05-2014 08:45 PM

"كم منزل في الارض يألفه الفتى.... وحنينه دوما لاول منزل"

عندما لبيت دعوة اخوتي في نادي شباب الطفيلة للحديث حول الحوار والهوية والطفيلة والثقافة... وصلت الى المدينة الاغلى التي كانت في اجمل اطلالاتها.. على الطريق يمينا وشمالا كانت اثار الشتاء في دورته الاخيرة بادية على الاراضي التي لا زال الربيع حاضرا مع انه كان ينتهي قبل حلول ايار في الاعوام القليلة الماضية.. آثار السيول والانجرافات بادية على الشوارع والعبارات وحتى على المزاج العام للناس....

في النادي كان الشباب الذين امنوا بان بامكانهم ان يحدثوا فرقا في واقع المحافظة التي انهكها الانتظار وتسلل الى نفوس اهلها اليأس بعد ان كانت اهم حواضر شرق المتوسط في القرن التاسع عشر يوم كان غالبية الناس يرحلون من مكان لآخر طلبا للماء والعشب لمواشيهم..

الطفيلة التي كانت واحة في الشرق العربي انتجت الزيت والعنب وكل الطيبات التي لا تزال بساتينها الشاهد الحي على ان مدينة السيول والجداول والينابيع الممتدة من ريعة جنوبا الى رويم والدويخلة والاحمر والحنو وضباعة ورحاب وعفرا والبربيطة والحسا... ومئات الينابيع العذبة والمعدنية والاقل عذوبة.

معظم الاردنيين اليوم مر اجدادهم المهاجرون من الجزيرة واليمن شمالا من الطفيلة واقاموا فيها وطاب لبعضهم المقام طويلا.... بني حسن اقاموا طويلا والعبيدات والمحاسنة والقرعان والحمايدة... وغيرهم وغيرهم..

تقول وثائق التاريخ ان انتاج الطفيلة من الشعير كان اكثر من ان تستوعبه اسواق شرقي النهر مما دفع تجار الحبوب للتعاقد مع تجار غزة لتصريف منتوجهم من الشعير الذي لم يقل عن القمح والزيت الذي تشهد المعاصر التاريخية التي تنتشر في الخرب والبلدات التي لا تخلو من اثار هذا النشاط المقدس.

للزيت الطفيلي الذي كان ينقل في القرب على ظهور الجمال الى بلدات بصيرا والبتراء لتبديد عتمات الليالي لعواصم حضارات المشرق العربي القديم قيمة خاصة ودلالات اقلها ان المدينة كانت تفيض على جيرانها وفي ذاكرتها الكثير الذي يمكن ان تشي به لابنائها وللذين عزفوا عنها لقلة معرفتهم وسوء تقديرهم لمخزونها المعنوي الذي يمكن ان تمد به البلاد والعباد.

في المدينة التي بقيت تطل على البحر الذي مات منذ قرون والاخدود الذي فصل الخليل عن الكرك ... والسلط عن القدس... وبيسان عن المشارع.... وكان الاجداد يتسوقون من يافا ويجدون الخليل اقرب لهم من الشام... ذاكرةغنية لنظرة اهلها وحبهم الذي تجاوز حدود المكان....

فمن الطفيلة كانت اول برقيات الاحتجاج على وعد بلفور... وكانت على ارضها اهم المعارك الفاصلة في تاريخ بناء الاردن الحديث التي استطاع فيها الطفايله ومعهم الاردنيون من بدو وحضر ابادة نصف القوة التي جاء فيها حامد فخري "الجنرال العثماني الذي اعتبر اهم واشرس قادة الفيالق العثمانية"

ومن الطفيلة كان الرجال الذين لم يقولوا الا الصدق المغموس بالحب لوطنهم فكان محمد بن بطاح المحيسن وصالح العوران وفرحان الشبيلات.. ومنها كان الرجال الذين حافظوا على نظافة ايديهم كما كانت قلوبهم فرحلوا عن الدنيا تاركين صوراً جميلة للنزاهة والنظافة محمد عودة القرعان وعبد خلف الداودية وجمال البدور..

منها كان تيسير السبول.. ومنها الرجال الذين يقولون ما يظنون انه في صالح الامة دون خوف او نفاق او مواربة.

الطفيلة اليوم مدينة الثقافة.. تحاول ان تقدم هويتها للموزايك الاردني.. وفي الطفيلة الكثير من الاحلام والعزيمة والرغبة.. التي تفتقد الى الحضور المؤسسي للدولة للتحفيز والتنشيط والتحريك للقوى الكامنة التي تستطيع ان تحدث الكثير من الفرق على مستوى المحافظة والمملكة.

في الطفيلة شعراء وكتاب وروائيون ومؤرخون.. وفيها شبان باشروا برسم جداريات تقدم تشكيلات بصرية غاية في الجمال.. ولكن بقليل من الرعاية والدعم.. مررت على الشابين اللذين تفيض روحاهما بالحب والحماس ... وهما يتحدثان عن احلامهما في تحويل الفضاء الطفيلي الى فضاء بصري يسر الناظرين بمشاركة عشرات المتطوعين.. اتمنى ان تمكن من دعم جهودهما.. وادعو كل المحبين ان يشدوا على ايدي العاملين والمتطوعين لكي نستثمر توقف مشروع المن الثقافية في محطة الطفيلة قبل ان يقلع قطارها نهاية العام.

الطفايلة دائما في مزاج العطاء اكثر من مواقف الطلب والاستجداء.. كانوا ولا يزالون وسيستمرون في العطاء بلا منة.. لاهل الطفيلة وناديها ومثقفيها وكل صغارها وشيوخها وشبابها كل الحب.. وللمدينة الاجمل.. شكرا انك انت .





  • 1 عون الفقير 17-05-2014 | 12:11 AM

    أما الطفيلة فمن نور الهوي نسجت والشاهدون أنا والله والحور
    أما الطفيلة فالفـــــؤاد مكانها يحوي البحار بين اللألئ محار

    أبيات لأبن الطفيلة المهاجر، ولشاعر الأردن ولحبيب المرحوم بأذنه حبيب الزيود الشاعر الاردني المهاجر محمد أحمد سمور الرفوع

  • 2 اردني 17-05-2014 | 12:27 AM

    كلام جميل وكلام معقول ما اقدرش اقول حاجه عنه !! وتستاهل الطفيله اكثر من هذا الاطرؤاء الواقعي بل دنا نسمع ونحن صغار ان اول الذين قدروا العلم هم اهل الطفيله واهل الطفيله واثقون من وجودهم فاذا لم تحكي لهم نكته عنهم تجد الطفيلي هو نفسه يحكيلك نكته عنهم ولكن فات استاذنا ان يتحفنا باخر نكته عن الطفيله الاحباب

  • 3 من الطفيله ولن اغادرها لو صرت رئيس وزراء 17-05-2014 | 01:25 AM

    كلام غريب ولكن سؤالي لمعاليه عندما كنت وزيرا لم تدخل الطفيله ولم نسمع منك نصيحه بحق الطفيله وهذا حال كل من يتخرج من الطفيله وهل العداء القصري للطفيله من قبل من يحمل حقيبة وزاريه ........ والناس عايشه والحمدلله وبخير ديروا بالكم على حالكم .......كثيره وهمومها في تصاعد ربنا يفرج همنا ويديم وطنا وامننا وقيادتنا والناس بخير

  • 4 عادل العوضات 17-05-2014 | 01:28 AM

    كلمات رائعه من ابن الطفيله الأبي

    ورائع ايضاً ذكر اهم موجودات الطفيله التي كانت وما زالت تنبع في ارضها وفي نفوس سكانها ..
    وكثير من الشكر للدكتور والوزير السابق صبري الربيحات على تقديم كتاباته لبلدتنا الأم ...

  • 5 انور الحويطي /الحسينية البادية الجنوبية 17-05-2014 | 01:39 AM

    توضيح : اذا كان المقصود في العنوان الشراه هو "جبال الشراه"المعروفة،فلابد من التوضيح ان المعروف جغرافياً انه يفصل بين جبال الشراه وجبال الطفيلة فجّ (فاصل)اطلق عليه البدو "مُصابين في ذلك" اسم فجيج تصغير فج يبلغ طوله حوالي 15 كلم ، ومدينة الطفيلة الهاشمية العزيزة لا تقع ضمن سلسلة جبال الشراة. ودمت معاليك

  • 6 علي المحاسنه 17-05-2014 | 02:39 AM

    دكتورنا الفاضل وابن الطفيله البار اشكرك على انك ذكرت الاردنيين بشهامه اهلنا وطيب اخلاقنا ونظافه ايدينا وصفاء سريرتنا وعطر ترابنا ونزاهه احلامنا وروعه عطائنا ... فنجن لا نبتعد عن اهلنا في هذا الوطن ولن نبخل بشيء مهما غلا ان سمعنا من يطلب منا عونا مهما كان .... فكل اهل الطفيله يتسابقون في حبها وان غفل البعض لحين ولكنه سوف يعود ....

  • 7 تجمع ابناء عشائر محافظة الطفيلة للاصلاح 17-05-2014 | 03:43 AM

    لقد تحدثت بلغة الأبن البار لوطنه فحبك
    للطفيلة يجسد حبك لوطنك العزيز وهذا ما
    عهدناه بك منذ ان عرفناك مثقفا وطنيا
    اردنيا مبدعا لم يشغلك شاغل عن الالتفات
    للهم العام سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
    يكفينا فخرا في أبناء الطفيلة الذين
    وصلوا الى صنع القرار امثالكم انهم نظيفي
    اليد والفرج وبأعتقادنا هذا يكفي فمن
    يتقلد المنصب العام يصبح لخدمة كافة ابناء
    الوطن لهذه المقالة لخصتم الطفيلة واقعا
    وتاريخا وحضارة وعزة وشموخ بوركت جهودكم
    معالي د.صبري الربيحات والى الامام


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :