صارت حاجتنا للراحة أكبر. نعمل طوال الأسبوع وأعيننا تطلّ بشغف على يوم الخميس. يوميا نستيقط ونحن نعد الأيام التي تفصلنا عن نهاية أسبوع نتخفف فيها من التعب. ثم يأتي اليوم المرتقب،لنكتشف أنه مساحة مهملةوسريعة العطب غير أنها تنتهي بأسرع ممّا بدأت.
عطلتنا المأمولة لا استرخاء فيها، فأيّامنا مثقلةوكأننا ننتقل من عمل في مكان إلى عمل لا يقل عنه في مكان آخر.
هل فات الوقت على الاستمتاع بالوقت ،أو أن عقد الرّاحة انفرط مذ غادرتنا الطفولة، كيف فقدنا القدرة علىشرب قهوتنا في الصباح دون استعجال، أو دون استحضار ماعلينا من مسؤوليات ثقال..ففي محاولتنا ارتشاف لحظة استرخاء يداهمناأرق الأسبوع كاملاً لينسكب على حواف قهوتنا.
يرفض العقل الأجازة وهو مثقل باهتمامات مؤرقة لا تستطيع جاذبية الأرض اسقاطها، فمن التفكير بالديون وبالالتزامات وبطلبات الأبناء وأمور كثيرة ، نرى عقولنا تنتقل إلى حالة ثانية من العمل غير المريح.
في نهاية الأسبوع كذلك فإن النساء العاملات تضطرهن ظروف عملهن إلى الانهماك بشؤون منزلية مهملة طوال الأسبوع، أو أداء واجبات اجتماعية مؤجّلة، وقد ينغمس الزوج بعمليات اصلاح منزلية ، ولك أن تتخيّل ما يتخلل ذلك من مناكفات.
أيّ ترفيه للعائلة الأردنية في يوم الجمعة غير التجمع العائلي حول مائدة الغداء. إن أي مكان ستقصده العائلة سيكون مكلفاً، فالترويح المتاح لنا لا يرتبط إلا بالأكل والشرب أو الشراء، فلا منتزهات ترضي الطموح، ولا حدائق ضمن الحي الواحد، والعائلة من خمسة أفراد ستبحث بالتأكيد عن وسيلة أقل تكلفة ، لذلك يعج شارع المطار مساء الخميس ويوم الجمعة بالمتنزهين في مكان غير آمن ولا مخصص لما يبحثون عنه من استرخاء في يوم راحتهم، أمام أخطار داهمة لا تخفى على أحد، ناهيك عن المنظر غير الجميل الذي يقابل ضيوف الأردن القادمين من الخارج. نهاية الأسبوع؟..يُفترض أنها تمرد على العمل.. رفض للتعب..هروب إلى هدأة البال، وامتناع عن الفعل اليومي. لكن أيامنا تتشابه وإجازاتنا (إكسبَيَرد)، إنّها في الحقيقة ، كما نقدّمها لأنفسنا، فترة عملٌ إضافية.
في أوقات الدوام ننتظر نهاية الأسبوع، وفي نهاية الأسبوع نتوه عما كنا نبحث عنه.
"الراي"