تحرير السفير فرصة نحو التغيير !!!
د.عبدالله القضاة
14-05-2014 04:36 AM
فرحنا كأردنيين وسعدنا برؤية سفيرنا الشجاع سعادة الاستاذ فواز العيطان يسير مرفوع الرأس على تراب الوطن وقد تحرر من اسره الذي شكل لنا كابوسا على مدار شهر من الزمان ، ونحن نحمد الله على سلامته ونهنئ انفسنا بتحرره ونشكر الله على نعمائه ؛ نطرح جملة من التساؤلات الهامة :
أولا : هل يعاد النظر بسياستنا الخارجية بالشكل الذي يبعد الاردن ارضا وشعبا عن استهداف الارهابيين ؟!، فنحن كأردنيين ليس من مصلحتنا أن نعادي أحدا وليس من مصلحتنا أيضا أن نحارب نيابة عن أحد ، فلا داعي أن نجلب "الدب لكرمنا " .
ثانيا : هل يستثمر نجاح مؤسساتنا وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة لإعادة النظر بهيبة الدولة وإعادة الثقة بأجهزتها المختلفة ؟! ، وبالمناسبة فهذه المرة الأولى التي ينسب بها الفضل لأهله !!!، فدائرة المخابرات العامة ، هي مؤسسة وطنية ونفتخر كأردنيين بحرفيتها في خدمة الوطن والدفاع عن أمنه وأمن مواطنيه ، صحيح ان هذه المؤسسة تعمل كجندي مجهول بعيدا عن الاعلام والأضواء ؛ ولكن من حقها أن تنصف ؛ وإن هذا النجاح يشكل مدخلا هاما لإعادة الثقة لكافة مؤسسات القطاع العام لما لذلك من أثر إيجابي لإعادة الاعتبار للدور الوطني والإقليمي والدولي للدولة الأردنية .
ثالثا : لماذا لا تحاسب المؤسسات المدنية عندما تفشل في تنفيذ التوجيهات الملكية ، حيث نعلم أن التوجيهات تصدر للجميع ؛ فتنجح المؤسسات العسكرية بحرفية وتخفق معظم المؤسسات المدنية !، إذن الخلل واضح ولابد من تفعيل عملية المسائلة الفورية لقادة هذه المؤسسات .
رابعا : هل تشكل حالة الانسجام الوطني الذي رافقت مشهد اختطاف السفير فرصة لمراجعة شاملة لكافة السياسات الوطنية لبلورة مشروع وطني توافقي ينهض بالدولة ؛ ويدفع باتجاه التقدم الحقيقي الذي تنعكس آثاره على الارض والإنسان ؟! فالشعب الأردني على اختلاف مكوناته ينعم حقيقة بوحدة قل نظيرها وهو على أتم الاستعداد لبذل الغالي والرخيص من أجل الوطن وتحقيق رفعته ومنعته شريطة أن يثق بصدقية وكفاءة ونزاهة القائمين على إدارة مؤسساته المختلفة.
يقول المثل : إن المصائب التي لاتقضي علينا قوة لنا ، وكوننا بحمد الله نجحنا في إجتياز ما أصابنا ، من حقا أن نفتخر بإنجازنا الوطني ، لكن من حقنا أيضا أن نطلب من ولي أمرنا أن يقود عملية تغيير ومراجعة شاملة تعقب عملية تحرير السفير.