حرية الوصول الى المعلوماترشيد حسن
27-02-2008 02:00 AM
تعميم رئيس الوزراء إلى الوزارات والمؤسسات الحكومية ، بحجب الوثائق التي تتعلق بالتجاوزات الإدارية والمالية عن الصحفيين ، يعني التضييق على الصحافة ، في مرحلة استثنائية ، تستدعي تكاتف الجميع لكشف التداعيات المؤلمة لقرار رفع الأسعار ، لخطورة الآثار المترتبة عليها ، وخاصة على النسيج الاجتماعي ، ومسؤولية الحكومة في التصدي لهذا الوباء لحماية أمن واستقرار الوطن والمواطن. خطورة القرار تنبع اولا: من الإقرار بوجود تجاوزات ، وهي الكلمة المخففة للفساد الإداري والمالي ، وحجب المعلومات عن الصحافة ، والتي تنبع وظيفتها بالأصل في كشف الغطاء عن الفاسدين والمفسدين ، والإشارة إلى جرائمهم وخطورتها على المجتمع ، وتحذير المواطنين من مغبة التعامل مع هذه الفئات من ناحية أخرى ، وهذا في حد ذاته يمثل علاجا وقائيا لصد الرياح الصفراء عن الوطن والمواطنين ، هذا أولا ، أما ثانيا: فإن القرار يخالف الدستور ، وقانون المطبوعات والنشر وكافة التشريعات ، التي تعطي للصحافة الحق في الحصول على المعلومة ، والحق في متابعتها من مصادرها للوصول إلى الحقيقة ، مما يقطع دابر الشك والإشاعات ، ويعزز المصداقية ، ويعلي من قيمة رسالة الصحافة الحرة النزيهة ، التي تستهدف بالأصل تحصين المواطنين ضد الفساد وتعرية الفاسدين. في هذا الصدد فلا بد من التذكير بحرص جلالة الملك على حرية الصحافة ، والتي وصفها بأنها بلا حدود ما دامت تتمتع بالحرية المسؤولة. هذا وعلاوة على ما ذكرنا ، فإن تعميم رئيس الوزراء يتناقض مع بيان الحكومة أمام مجلس النواب ، الذي أكد حرصها على حرية الصحافة وحرصها على الرأي الاخر ، وحقها في الحصول على المعلومة من مصادرها ، فكيف يتم التوافق بين حرية الصحافة ، كما تقول الحكومة في بيانها ، وبين عدم اطلاع الصحفيين على أية وثيقة تتعلق بالتجاوزات ، أو بالأصح بالفساد؟؟.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة