الايام الاجمل .. هل جاءت ام لم تات بعد؟
صبري الربيحات
12-05-2014 03:42 PM
الايمان تفاؤل بان في المستقبل اشياء افضل مما يقدمه الحاضر,,,,,,والمتشائمون يرون ان شهاب الدين لا يختلف كثيرا عن اخيه......وما بين المتفائلين والمتشائمين نقع نحن الذين لا نعرف الخمس من الطمس....
اليوم دعيت على الغداء مع رفيق جمعتني به الغربة قبل 34عاما حيث كنا نسكن على بعد 150 مترا من بعضنا البعض في احد اكثر احياء مدن العالم اجراما انذاك....فقد كان صاحبنا من اكثر طلاب الجامعة جدية ومثابرة
وكان يساعد بعض الطلاب العرب في التغلب على مشكلات التكيف التي يواجهونها....تخرج صاحبنا والتحق باحدى كبريات الشركات الامريكية واعتقدت انه لازال على راس عمله فيها او في شركات مماثلة...فالرجل يدرك كل ما تحتاج له ادارات الاعمال لتحقق النجاح ...وكان في ايامنا قريبا من اهم منظري الاقتصاد الامريكي الذين وجهوا سياسات الجمهوريين لاكثر من عقد من الزمن.
في اللقاء الذي جمعنا اليوم لاقل من ساعتين مع زميل اخر جرى الحديث عن علل مجتمعنا وادارته السياسية والاقتصاديه ونخبه واين تكمن العلل وما الذي يمكن ان يحدث لوقف التدهور الاقتصادي وحدوث التعافي الذي قال جواد العناني انه حصل للاقتصاد في اليوم التالي لتوليه رئاسة المجلس الاقتصادي الاجتماعي وقال رئيس الوزراء انه بدأ يحدث اليوم.
في الاردن يمكن ان تتفائل كثيرا اذا كنت ممن اسند لهم دور تذكيرنا بنعم الله علينا اننا لسنا في سوريا او ليبيا او العراق.....وبيان كيف يمكن ان تكون الاحوال ....لو لم يكن لدينا قوات مسلحة... ومخابرات...وامن عام...وقوات درك....وعمليات خاصة.....ودفاع مدني ....وشرطة سياحية ....وشرطة بيئية....
وقوات للبادية....وقوات حرس حدود...وخدمات طبية....وشرطة نسائية....ووزارة للداخلية..تحرص على التنسيق بين كل هذه المكونات.
وفي الاردن ايضا يمكن ان تتشائم اذا ما ادركت ان الاسعار تتصاعد بمتوالية هندسية يصعب على اي فرد ان يغطي تكاليفها التي سئمها زهير بن ابي سلمى قبل اكثر من 15 قرنا من الزمن وقبل برنامج رفع الدعم عن المحروقات ومعادلات توزيع بدل المحروقات التي قال الرئيس اننا لن نتاثر به بل سنوفر الكثير . ....
.اليوم ارسلت سيارتنا للترخيص مع مبلغ400 دينار الا ان ابن اخي الذي اخذها اعادها دون ان يتمم العملية لأن المبلغ لا يكفي فقد وجد ان علينا ان ندفع ما يقارب ال500 دينار للترخيص منها 150 دينار مخالفات غيابية لا نعرف عنها....فواتير المياه تقفز ارقامها مثل الضفادع في اوائل الشتاء.. كذلك الكهرباء....
وانت تراقب عروض سوفيكس تشعر كأنك في دولة صناعية...وفي قلب المنظومة الامنية العالمية ...وما ان ينتهي العرض حتى تصحو لتجد ان لمبات الكهرباء في الاسواق اما صينية او المانية....الفواكه المعروضة في اسواقنا باستثناء البطيخ جاءت من دول الجوار لتزين محلات خضارنا وفواكهنا ...تصريحات وزير المياه بقرب نضوب الموارد المائية الاردنية وتحذيرات الاسكوا من مشكلة امن الطاقة في الاقليم العربي وحرص رئيس هيئة الطاقة والوزارات المروجة للمشروع تثير الكثير من الاهتمام.
انتقال حديث وزرائنا عن الزعتري اكثر من حديثهم عن تحديات التنمية ومشكلات الريف وهموم الصحافة ومسألة اطلاق المشاريع التنموية المولدة للدخل في قرانا وبوادينا..... المزارعون يحتاجون الى الارشاد والى الات زراعية ومواد رش غير موجودة....والبلدات تحتاج الى شوارع يمكن ان يسيروا عليها بامان بعد الانهيارات التي شهدتها وزادت المشكلات التي كانوا ينتظرون حلها.
الاصل ان يترك الزعتري والهجرة السورية وقضاياها الى خلية الازمة التي انشأناها وان لا تتاثر الخدمات المقدمة للسكان لان حكومتنا او دولتنا قررت ان تكون كريمه......فالكرم ليس على حساب المواطن وخدماته الاساسية..
التفاؤل يتمتع به المنتفعون من الاوضاع الراهنة وانسبائهم واقربائهم واصدقائهم......اما الذين ينتظرون في طوابير الانتفاع فمصيرهم ان ينتظروا الى ان تحل كل المشاكل التي تحظى باولويات اعلامية ....عندها ياتي الفرج...وقد لا ياتي.....
بعد حديث طويل عن ما يحدث عندنا ومن حولنا....واستعراضنا لما نقدم من حلول اتفقنا على ان الاصلاح في بلدنا يعاني من مرض السرعة والاستعجال فمن سرعة التغييرات التي تتم في الحكومات والتشريعات والنواب فقدنا الذاكرة وصرفنا ما تبقى لنا من وقت في محاولة التذكر .......93 حكومة في 93 سنه......وتغييرات في كل شيء ويبقى في الساحة من يرى ان عبقرية التغيير تكمن في تغيير الوجوه..... هذه اللعبة التي احبيناها كثيرا.... وتسلينا عليها كثيرا.