ليس في الأمر لعبة تجارية ولا مؤامرة سياسية ولا تضخيم إعلامي، والحقيقة الثابتة هي أن فيروس كورونا قد بدأ ينتشر بشكل كبير في المنطقة وخاصة في السعودية حيث يتم تسجيل ما معدلة 5 حالات وفيات يوميا منذ اسبوع. الفيروس دخل الأردن ولبنان ومصر وبالتأكيد سوريا وربما في العراق حيث من الصعب وجود سجلات واضحة في البلدين حاليا. سرعة انتشار الفيروس وتأثيراته الخطيرة تتطلب وجود خطة حكومية فعالة لمواجهة الفيروس وكيفية التعامل معه ضمن منظومة من التخطيط الاستباقي من جهة وتطوير نظام طوارئ في الحد الأقصى للتعامل مع حدوث حالة شديدة من الانتشار لا سمح الله.

القضية ليست صعبة من الناحية الفنية والإدارية في حال وجود التخطيط المحكم. من المهم نشر أجهزة الكاشف الحراري للمتنقلين عبر المراكز الحدودية الرئيسة في المملكة وخاصة من الشرق. في حال تواجد أشخاص مصابين بحرارة عالية يجب إما إدخالهم للممستشفيات في أجنحة ومواقع معزولة للمراقبة في حالة كانت الحرارة شديدة أو أخذ كافة المعلومات الخاصة بمواقع إقامتهم في الأردن وأفراد العائلة مواقع العمل ومتابعتهم لعدة ايام بعد الوصول. من المهم ايضا تجهيز مواقع معينة في المستشفيات الحكومية لهذه الحالات تكون معزولة وتخضع لمراقبة فعالة وقادرة على استقبال الحالات الجديدة ومعالجتها بفعالية.

نشرات التوعية الصحية هامة جدا وخاصة عبر وسائل الإعلام المقروءة يوميا والتي تتضمن توضيح كيفية انتقال المرض وأعراضه والحد من طرق الانتشار وممارسة العادات الصحية السليمة والابتعاد عن الممارسات التي قد تزيد من انتشار المرض.

بالرغم من ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية من المهم التأكيد على أن هذا الفيروس ليس من أشد مسببات الأمراض خطرا وأن إجراءات الرعاية الصحية الأساس يمكن أن تكون كافية لدرء المخاطر. منظمة الصحة العالمية لم تشعر بالقلق من وضع المرض في السعودية أثناء الزيارة الأخيرة التي قام بها فريق مختص من المنظمة، ولكنها حذرت من ضرورة الحرص على توفير الرعاية الصحية السليمة وخاصة في المراكز الصحية حيث حدثت ثلث الحالات المسجلة.

دون الحاجة إلى الهلع والمبالغة يبقى واجب الحكومة هو اتخاذ كافة الإحراءات الكفيلة بتقليل فرصة انتشار المرض في الأردن إلى الحد الاقصى، لأن السكوت والتجاهل هما البيئة الأنسب لانتشار الشائعات والخوف.
batirw@yahoo.com
الدستور