ما الذي يريـده (الإخوان) المصريون؟!
صالح القلاب
12-05-2014 04:03 AM
مع اقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية في مصر أصدر الإخوان المسلمون ،الذين باتوا يُعتبرون تنظيماً ارهابياً، بياناً ومذكرة يطفحان غموضاً فالبعض رأى أنهما معاً بمثابة محاولة للتقرب من مستجدات الوضع المصري والتمهيد لخوض معركة الإنتخابات النيابية في حين أن البعض الآخر اعتبر أن إصدار هذا البيان وهذه الوثيقة هو من أجل الإعلان عن الوجود ودعوةً للمناوئين والمعارضين للمشير عبد الفتاح السيسي ،الذي بالإمكان القول وبيقين راسخ أنه هو وليس غيره سيكون رئيس مصر الجديد، لتشكيل جبهة معارضة سيكون مصيرها الفشل بالتأكيد.
في بيانهم الذي أصدروه قبل يومين كرروا المعزوفة إياها المنادية بتصحيح الأوضاع في مصر ،بعد ما يعتبرونه انقلاباً عسكريا، «.. ليعود الشعب هو السيد وهو مالك الدولة ومؤسساتها وهو الذي يحكم نفسه بنفسه عن طريق نوابه ويختار حاكمه وبرلمانه بحرية ونزاهة كاملة لتعود مؤسسة الجيش إلى ثكناتها لتمارس تخصصها ودورها في الدفاع والحماية وتبتعد عن السياسة والحكم».
وهكذا فإنَّ بيت القصيد في هذه الحكاية كلها هو التركيز على الجيش الذي لولاه ولولا أميركا لما وصلوا إلى الحكم فالمعروف أنَّ القيادة العسكرية في ذلك الحين وعلى رأسها المشير الطنطاوي قد سلمت مقاليد الأمور إلى الإخوان المسلمين تسليماً وأنَّ هؤلاء في الفترة القصيرة التي حكموا فيها دون أن يكونوا مؤهلين للحكم لم يتذكروا حكمة أن الشعب يجب أن يحكم نفسه بنفسه بل ولكانوا الآن ،لولا إنتفاضة «يونيو» المجيدة التي يعتبرها المصريون الثورة الثانية، يُهيْمِنون على كل شيء في مصر.. من الجيش إلى السلك الدبلوماسي إلى الإعلام إلى الأمن إلى الإقتصاد إلى الإدارة والجامعات والأزهر والإفتاء!!.
لا تنهَ عن خلق وتأتي مثله
عارٌ عليك إذا فعلت عظيمُ
وحقيقة وبدل كل هذه المناورات والألاعيب وبدل سياسة الإختباء وراء الأصابع والإستقواء ببعض الفضائيات وبـ»رجب طيب أردوغان» وبالطريقة التي بات يتعامل فيها مع الداخل والخارج وحتى مع بعض رموز حزبه..
وبدل الإمعان بعيداً في العنف والإرهاب فإنه كان على الإخوان المسلمين ،إخوان مصر، أن يستحضروا كل تجارب التاريخ وأن يعترفوا بهزيمتهم ويقروا بعدم أهليتهم للحكم وأن يراجعوا وبسرعة مسيرتهم وان يغيروا مسارهم السابق ويخطوا نحو الواقع الجديد ليس خطوة واحدة وإنما ألف خطوة ليتم قبولهم ليس من قبل المشير السيسي فقط بل من قبل الأغلبية المصرية التي هي من أسقطهم في إنتفاضة (يونيو) وليس لا الجيش ولا الأجهزة الأمنية.
إنه لا يعيب الحزب وأي حزب التراجع عن مواقفه الخاطئة بعد الإعتراف علناً وعلى رؤوس الأشهاد بهذه المواقف الخاطئة ويقيناً أن أكبر خطأ ارتكبه «الإخوان» المصريون هو أنهم تراجعوا عن قرار المشاركة في الإنتخابات البرلمانية فقط تحت ضغط نزوات بعض قادتهم الذين كانوا يتضورون جوعاً إلى الحكم والسلطة والإندفاع نحو الرئاسة فكان أنْ إنكشفت أوراقهم كلها وكان أن ثبت أنهم ذاهبون لتصفية كل معارضيهم ومناوئيهم والتحكم بمقاليد الأمور كلها.. وبالبلاد والعباد.
والأسوأ أنَّ هؤلاء بدل أن يبادروا إلى إعادة النظر بحساباتهم كلها وببرامجهم وسياساتهم بعد إنتفاضة (يونيو) سارعوا إلى ركوب موجة الإرهاب والعنف لإسقاط ما اعتبروه إنقلاباً عسكرياً بالقوة فكان أن اعتُبروا منظمة إرهابية وكان أنْ فقدوا باقي ما تبقى لهم من شعبية وكان أنْ حشروا حاضرهم وما ضيهم في دائرة «القاعدة» و»أنصار بيت المقدس» وكل هذه التنظيمات الوهمية الأخرى التي إستخدموها واجهة لعملياتهم الدموية المشينة.
الراي