وزراء العرب يبحثون في اولويات التنمية للشوط الثاني من الالفية الثالثة
10-05-2014 10:35 PM
في مستهل الالفية الثالثة تداعت الامم لتضع اهدافا تستجيب من خلالها لتحديات الالفية ..فاعلنت انهاستحقق التعليم الابتدائي الشامل, وتعزز المساواة بين الجنسين, وتخفض نسبة وفيات الاطفال, وتحسن الصحة الانجابية, وتكافح مرض نقص المناعة المكتسبة, وتضمن الاستدامة البييئية, اضافة الى تطوير شراكة عالمية للتنمية,
اليوم ونحن نقف على بعد اشهر من انتهاء الموعد الارشادي الذي ضربته الامم لتحقيق الاهداف التي صيغت...نجد ان الجوع لا زال يخيم على بعض بلداننا... والاطفال الذين شردتهم الحرب يعيشون بعيدا عن الصفوف التي كنا سنقيمها لتعليمهم, والصغار يموتون رضعا اوغير رضعا لا بفعل المرض وقلة الرعاية فحسب بل لاننا اصبحنا نقتل من لا يقتله الجوع والتشرد منهم.
البيئة تدهورت ايما تدهور... والمساواة تحققت بين الجنسين في البؤس والجوع والخوف والتشرد...في مصر تتعرض المراة للتحرش والاساءة بمعدلات ونسب لم تالفها النساء في مجتمعاتنا من قبل..وفي ليبيا واليمن وسوريا وكل المجتمعات التي اعتقدنا انها فتحت لشعوبها نوافذ الحرية تبدى الخوف وغياب الامن وتدهور اداء المؤسسات ومشاكل الفقر والبطالة والجريمة بمعدلات لم تالفها الشعوب من قبل.
اليوم وبضيافة وزارة التنمية الاجتماعية ينعقد مجلس وزراء التنمية الاجتماعية العرب بدورتة الثالثة والثلاثين ليناقش اولويات العالم العربي للجولة الثانية من الخطة الاممية للتصدي لتحديات الالفية.....الوزراء الذين حضروا المؤتمر مثقلون بالهموم والاولويات والاسئلة التي لا يوجد من يجيب عنها بعد دخول العالم في دوامة الثورات والتغيير وتباين المواقف مما يحدث على الساحة العربية وكيفية قراءته من قبل النظار والمهتمين.
على زاوية المشهد من يرى ان اجزاء من العالم حققت تقدما ملموسا في كل الاهداف وبكافة المقاييس ...فلا جوع في بلدانهم والصحة والرفاه يظاهي افضل بلدان العالم الصناعية....وعلى الواجهة الاخرى ينظر الباحثون والخبراء الى الامة بكل وحداتها من الشام لبغداد ...ومن مصر الى يمن....ومن نواكشوط الى المنامة....وبين هذا وذاك يقع في شقوق تصدعات الامة ملايين السوريين الذين انتقلوا من البيوت التي يفوح من اسوار مداخلها الريحان والياسمين
الى الخيم التي تخفق فيها رياح البادية المشبعة بغبار الجفاف الازلي.
استعرض الخبراء تصوراتهم للاولويات .....في مقدمتها جاءت توفير الطاقة للامة... التي مدت الدنيا بالطاقة منذ اكثر من ثمانين عاما والمياه...والغذاء الذي جعلنا اكثر اقاليم العالم استيرادا للغذاء.... كذلك كان هناك عودة للصحة والتعليم والفقر والبطالة والمراة والمستوطنات البشرية التي ازعجت مندوب فلسطين وطالب باستبدالها.....
العمل اللائق الموفر للكرامة مطلب لتحقيق التنمية... وتحسين نوعية الحياة... واستنباط مؤشرات تدلل على نوعيتها... قضايا في صلب المناقشات التي دارت بين اصحاب المعالي المشاركين.....الاشخاص ذوي الاعاقات وشمولهم في السياسات التي تتبناها الدول مسالة في غاية الاهمية فهم ضحايا لنظرة الشفقة وسلوك الاهمال لانسانيتهم واحتياجاتهم التي ينبغي
اغفال قضايا الاعاقة بحجة تزاحم القضايا على الاجندة المشبعة بالهموم لم يعد مقبولا خصوصا اذا ما علمنا بوجود 40 مليون شخص عربي من ذوي الاعاقة... وتاثر اكثر من ثلث سكان عالمنا بالاهمال الذي يعاني منه هؤلاء الاشخاص.....
الاهتمام بالتنمية المستدامة التي تصنع عالما يناسب حاجات جميع اعضاءه المتنوعة هو المنهج الاسلم لتلافي القصور الذي احدثه تاخرنا في احداث التحول الذي يحقق التنمية لدولنا وشعوبنا ويحفظ الكرامة لانساننا.