كما فعل رؤساء الوزراء السابقين «لحس» نادر الذهبي حديثه عن حرية الصحافة ومحاربة الفاسدين ورفع سيف مكافحة التجاوزات المالية والادارية في مؤسسات الدولة المختلفة.يبدوا ان الامر لا يعدو كونه (شدة غربال) كما يقول المثل الشعبي وان الوضع سيعود الى سابق عهده من التجريدية التقليدية في ادارة رئاسة الوزراء كما هي بدون تجديد.
رئيس الوزراء نادر الذهبي عرف نفسه بأنه صاحب المبادرات الخلاقة والديكتاتوريه الحقه في المدافعة عن الوطن والمواطن والحفاظ على المكتسبات ومحاسبة المقصر ووضع حد لكل تجاوز مهما كان نوعه وعلا شان صاحبه.

هذه العبارات الرنانة الجميلة استهوت عددا كبيرا من الصحفين الذين استمعوا الى حديث الرئيس مبشرين بفجر جديد في ادارة دفة رئاسة الوزراء يقول المثل الشعبي في سياق متصل من اول غزواته كسر عصاته ونحشى ان يكون هذا المثل انطبق على نادر الذهبي فبعد كل ما قاله نفاجأ بقرار (قراقوشي) يمنع تسريب المعلومات الى الصحافة في حال وجود فساد في احدى الوزارات او الدوائر الحكومية.
ولم يتوقف الامر عند ذلك بل جاء في التعميم الذي اصدره رئيس الوزراء ان هناك اجراءات مشددة بحق كل موظف يسرب اية وثيقة او تصريح لاية جهة مالم يكن مخولا بذلك.

بدى الامر وكان الصحف الاسبوعية تحديدا معنية بهذا التعميم اكثر من غيرها كونها الاكثر اطراقا لمواضيع الفساد والتجاوزات, واعتقد ومثلي الكثيرين ان الرئيس الذي نحترمه جميعا ونقدره اخطأ في هذا التقدير فهو لا زال عهدة حديثا بالرئاسة وبالتالي يحتاج الى من يدله على معلومات تتعلق بالتجاوزات المالية والادارية في الوزارات والمؤسسات الرسمية والاقدر على ذلك بطبيعة المهنة هي الصحافة وتحديدا الاسبوعية منها.
ما نعرفه ان الرئيس شخصية قيادية نظيفة اليدين ولديه عقلية انفتاحية مع الصحافة وليس من مصلحته اخفاء الحقائق والتجاوزات أي كان نوعها.

وهذا الامر كذلك يتعارض مع الحرية المطلقة والتي حددها جلالة الملك بالسماء فمن حق الصحفي الباحث عن الحقيقة الحصول على المعلومة بكافة الطرق وهذه معركة خضناها لكي تكون قانونا ملزما للحكومة.
ولكن ان ياتي التعميم بعكس توجهات الملك وعكس امال وطموحات الصحفيين يجعل الامر مستغربا ومشكوكا به.. ما نريده من الرئيس نادر الذهبي ان يراجع قراره بعقلية وانفتاحية بعيدا عن التأثير الجانبي الذي يمارسه احيانا من بعض المستشارين الذين لا هم لهم سوى محاربة الصحافة والتضييق عليها فالجميع مقتنع ان الرئيس يطبق القانون بالتزامه بمحاربة الفساد وان تهديد الموظفين والتكتم على المعلومة ليس من مصلحة لا الحكومة ولا المواطن وانما البحث عن الحقيقة ومحاسبة التجاوز وأحالته الى القضاء تطبيقا لمقولة جلالة الملك المعظم ان الصحافة سقفها السماء.