كرة القدم الأردنية بلا "هدّاف"
08-05-2014 04:27 PM
عمون- فوزي حسونة- بات غياب المهاجم الهدّاف يشكل ظاهرة مقلقة لكرة القدم الأردنية ويقض مضاجع مستقبلها ولا سيما أن الجميع يدرك أن كرة القدم لا تعترف في النهاية إلا بالأهداف بإعتبارها السبيل لتحقيق الفوز وجسر العبور لصعود منصات التتويج .
ومنذ إعتزال هدافي الكرة الأردنية جهاد عبد المنعم وجريس تادرس وتحديدا قبل نحو عشر سنوات، والكرة الأردنية تعجز عن ‘يجاد هداف حقيقي يخلفهما وهما اللذان كانا هدافين سواء بفريقي الوحدات والفيصلي أو المنتخب الأردني.
ويعد رصيد هداف الدوري الأردني في الموسم الحالي، الذي يوشك على النهاية، ولم يتجاوز التسعة أهداف فقط، مؤشرا واضحا لهذه الظاهرة.
موقع استطلع آراء أبرز هدافي الكرة الأردنية حول الأسباب التي أدت إلى غياب الهداف الحقيقي عن الفرق الأردنية ولا سيما في الموسم الحالي.
وأكد النجم السابق بفريق الوحدات جهاد عبد المنعم وأحد هدافي الدوري الأردني بأن الهداف في الزمن الجميل كان يظفر بهداف لقب الدوري من خلال احراز "20" هدفا وأكثر في "18" مباراة كان يخوضها ولكننا في الزمن الحالي نتفاجأ بأن اللاعب يلعب نحو "22" مباراة ويتوج بلقب الهداف برصيد "12" أو "15" هدفا ولا يتجاوز ذلك الرقم بدليل أن هداف الدوري الأردني في الموسم الحالي ما يزال برصيد تسعة أهداف فقط.
وكشف عبد المنعم عن أن آخر هداف لكرة القدم الأردنية بحكم أنني اعتزلت قبله هو جريس تادرس وبعد ذلك فإن عملة الهداف اختفت في ملاعب كرة القدم الأردنية، والذي يتواجد حاليا هم مهاجمين.
وأوضح :" الهداف موهبة من الله، لكن الموهبة تحتاج للصقل والإهتمام، فمثلا قبل أن أصبحُ هدافا لفريقي كنت أكثر لاعب في الأردن يهدر الفرص، لكن بعد ذلك كنتُ أخضع لتدريبات خاصة على يد المدرب اليوغسلافي بويا حيث صقل موهبتي في كيفية إستثمار الفرص داخل منطقة الجزاء وبعدها فعلا أصبحت نادرا ما أهدر الفرص.
وأضاف:" نحترم أحمد هايل ومحمود شلباية فهم يحرزون الأهداف لكن لا نستطيع القول بأنهما هدافين بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وأعتقد بأن شلباية على وجه التحديد مر بظروف عدة يتقدمها الإصابة والظروف النفسية في ظل رغبته للإحتراف الخارجي وهي مسببات قد تبعد المهاجم عن التسجيل في بعض المواسم".
وتابع عبد المنعم:" الظاهرة بكل تأكيد مقلقة للغاية، وأعتقد بأن غياب الهداف عائد لتغيير نمط لعب الفرق فضلا عن أن الهداف موهبة قد تتكرر وقد لا تتكرر".
بدوره قال جريس تادرس الهداف السابق للفيصلي والمنتخب الأردني:" تواجد الهداف في ملاعب كرة القدم الأردنية مهم جدا، فكرة القدم أهداف، وأجزم بأن من الأسباب المباشرة التي حالت دون تأهل منتخب النشامى لكأس العالم حتى الآن هو غياب الهداف الحقيقي ".
وأكمل هداف الفيصلي السابق:" المتتبع للاعبين الذين نالوا لقب الهداف في المواسم العشرة الأخيرة يلاحظ بأن منهم المهاجمين ومنهم لاعبي خط الوسط، ولم يتوج أي لاعب هدافا للدوري لمواسم متتالية وهو ما يؤكد حقيقة الهداف عن الملاعب الأردنية".
وأضاف:" على امتداد مسيرتي الكروية توجت هدافا للدوري الأردني في أربع مواسم ومنها موسميين متتاليين، كما أنني في العام "2001" ظفرت بلقب هداف العرب برصيد "24" هدفا وبعدما خضت "18" مباراة فقط".
وأوضح:" حتى الآن ومن بعد اعتزالي كرة القدم قبل عشرة سنوات لم تنجب الكرة الأردنية هدافا بمفهومه الواضح، والجميع يعلم بأن الهداف هو هداف بالفطرة والموهبة لكن ذلك يحتاج للصقل والتدريب".
وقال تادرس:" اللاعب حينما يتدرب مع فريقه قد تسنح له في التدريب الواحد ثلاث إلى أربع فرص وهي غير كافية للاعب الهداف، ولهذا فإنني أتذكر بأن مدربي مظهر السعيد و بعد نهاية الفريق للتدريب كان يدربني منفردا بوجود عدد من المدافعين بنحو "100" فرصة انفراد متنوعة من الشمال واليمين والعمق ولو سنحت لي "5" منها فقط في المباراة فإنني سأسجل هدفا على أقل تقدير، ولهذا فإن التدريبات الخاصة للهداف تعتبر ضرورية في ديمومة عطائه وتسجيله للأهداف.
وعن الحلول التي من شأنها أن تعيد للكرة الأردنية هدافيها، قال تادرس:" الحلول تبدو صعبة، فالهداف عملة نادرة وتحتاج لأكثر من عين لإكتشافها، وكما يقال فإن اللاعب الهداف قد يتكرر وقد لا يتكرر ولكن لا بد من البحث والإكتشاف".كورة