الليلة كنا نلتهم قانون المطبوخات والنشر على بوفيه النواب المفتوح الذي لم نأكل منه سوى طبخات السجن والغرامة .
فقد ظهر النواب على أنهم ضد إرادة الملك الذي طالب بحرية سقفها للسماء أما هم فيريدون حرية مضبوطة لا تفضح الفساد أو تشير إلى رواده، وذلك تذرعا بالحفاظ على حرية التعبير أو حماية الأديان فملفات نوابنا مليئة بالواسطات وتشغيل من يقفون معهم في الحملات الانتخابية والغياب المكرر عن أهم الجلسات كما أشار الأستاذ سميح المعايطة أكثر من مرة،فهم يتغيبون عن الجلسات بحجج واهية وجسدوا الواسطة ويريدون حماية الفاسدين لذلك طلب الملك يوم الجمعة من شعبه حسن اختيار النواب في المرة القادمة هكذا فهمنا من دعوة سيدنا الذي طالب بنواب حقيقيين أي جديرين ولن ننسى كرامة الملك بأن خلصنا منهم وأبعدهم عنا فلن نبخل على شعبنا الوفي بكشف تقصيرهم ولن تخيفنا قضبان السجن.
ما هي تلك الطبخات التي يخشى منها مجلس النواب الحكومي من أن يرفع الصحفيون الغطاء ويكشفوها للشعب المخفي ، ولما يسعى نواب يفترض أن يكونوا مع الشعب وحريته بدل حشر الصحفي في الزوايا الضيقة ،سيما أن صحفينا معروفين بنزاهتهم ولا يملك النواب للصحيفين أرشيفاً أسود للشتائم أو هجوم على الأديان أو على الشخصيات العامة .
ماذا بعد قانون البوكسات والشتائم الذي وجهه النواب للصحفيين من النواب الذين يريدون عسكرة البلد كما لمح الباشا قبل فترة قريبة.
النواب معهم حق فقضبان الحديد سوف تحمي الصحفيين منهم ، ولن تصل كاميرات الجزيرة لتصور صحفيا مبطوحا على الأرض سوف يصفى الحساب معه وراء ظلمة القضبان وسوف يعاقب من صرخات أطفاله وهم يتضورون جوعا لأن أبيهم دافع عن حقيقة تتناقض مع حرية مجلس النواب الذي يملك قوانين سوف تؤول وتحول .
أشهر قليلة وسنقرأ بطولات مجلس النواب فرسان ال "بي ام دبل يو " تظهر في بياتهم الانتخابية التي سوف تخلوا من محاربة الفساد والبطالة وسوف تتوج في تأمين حياة رغدة للصحفيين فقط وأين في السجن لأنه لن يملك وقتها خمسة عشر ألف دينارا يدفعها من اجل مقال .
من الممكن أن يهرب الصحفيون إلى دارفور ليغطوا أخبار الجنجويد الأقل رحمة فهم يقتلوك برصاصة وليس في عشرة سنوات داخل عتمة الجويدة أو تحت سلطة البرد القارص في قفقفا .
لا نريد حججا ً لن تبرر فقد تسامح الصحافيون كثيرا مع مجلس استقصدهم كثيرا ولا يوجد له شاغل غير الأعلام وقد أقسموا ألا يغادروا المجلس قبل تثبيت قانون يعيدنا إلى غياهب الجب .
كنت قبل عدة أشهر كتبت في صحيفة الأنباط مقالا بعنوان "قبلة حكومية للمعارضة " شاعرا بالفرح لأني جلست في المركز الأردني للأعلام وعلى شمالي كامل نصيرات الكاتب الثائر الحامل لدرع جائعي الغور وعلى يميني باسل الطروانة مدير المركز الأردني للأعلام الحكومي .
كان محمد طمليه يحدثنا عن أيام ظننا أنها ولت بلا رجعة كان يعتقل فيها من أجل مقال ويحبس في زنزانة مع أصحاب السوابق .
حمدنا الله يومها على فناء تلك الأيام التي لم نتوقع أنها ستنفض الغبار وتعود لتشكل لنا كوابيس وتسبب الهلع لأم وأب يقاد ابنهم أمام أعينهم إلى السجن لأنه فقط أحب الوطن وبحث عن حقيقة .
الصيف القادم وبعد إعلان نتائج قبول الجامعات سوف يعزي الناس كل أب يقبل ابنه في الجامعة بتخصص صحافة وإعلام ويلوموه " ضيعت الولد الله يسامحك" .
Omar_shaheen78@yahoo.com