زيارة البابا .. ماذا سنقول للعالم ؟
سميح المعايطة
08-05-2014 04:08 AM
لسنا بحاجة إلى أن نتحدث لأنفسنا عن أهمية زيارة قداسة البابا للأردن فمن جانبها الديني لأهلنا المسيحيين فهي ذات مكانة ومحل انتظار وبخاصة أنها تتم على أرض المسيحية ومهدها هنا على أرضنا العربية الأردنية حيث كان السيد المسيح وقد جاء من الضفة الأخرى للأردن حيث ولد وكانت أمه البتول عليهما السلام.
ومعلوم أن زيارة البابا تحظى باهتمام إعلام العالم الذي سينقل تفاصيل الزيارة لكن المهم ماذا سنقول نحن للعالم وما هو المضمون الذي سنعمل على إيصاله حتى للإعلام العالمي وما هي الصورة التلفزيونية والفوتوغرافية والمعلومة والقضية السياسية العربية والأردنية التي نريدها أن تكون في مضامين الزيارة وتغطيتها وحتى على الصعيد السياحي فإن الضرورة تقتضي أن يكون لدينا كجهات أردنية معنية مادة نريد أن يراها العالم أو أن تكون جزءاً من المادة التي سيعمل الإعلام الخارجي على تقديمها عن الأردن.
كان إيجابياً من الجهات الرسمية أنها بادرت إلى تشكيل لجنة إعلامية للعمل في مجال الزيارة وكانت بداية العمل مبكرة وهذا أمر ايجابي ومؤشر على الجدية لكننا بحاجة إلى المضمون الذي سنقوله أو نقنع الإعلام الخارجي به، لأننا ﻻ نريد أن يكون كل الحديث مكرراً وباستخدام ذات العبارات ونريد أن نستثمر ما نتميز به من أمان واستقرار ليس باعتباره حالة أمنية بل حالة سياسية وفكرية أردنية.
ونريد أن نتحدث عن المغطس دليلاً على أن مهد المسيحية عربي جغرافياً وثقافةً وأننا في أرض هي مهد الديانات الثلاث.. فليس هناك نبي بُشر برسالته خارج هذه الجغرافيا.
ونريد أن نقول أن هذه الأرض ليست طاردةٌ للمسيحية العربية بل هي مهدها والحاضنة لها، وأن العربي المسيحي ليس مشروع مهاجر إلى الغرب فراراً بدينه، وأنه مع المسلم يواجه التطرف وأي ضعف في الدولة الوطنية.
زيارة البابا لا تتكرر خلال فترات متقاربة والأردن اليوم من الدول القليلة في المنطقة التي يأتيها قادة العالم ورموزه بلا حسابات أو قلق، والأردن عنوان حقيقي للوسطية، لأن الاعتدال ليس رسالة عمان بل مسار الدولة ونهجها مع مواطنيها والعالم.
ما الذي يجب أن نقوله قبل وأثناء وبعد زيارة البابا هو ما يجب أن يكون محل إعداد حقيقي وما يجب أن نقنع الإعلام القادم من الخارج به ليقوله وما ينشره من حديث وصور وأفلام هو ما يستحق الترتيب والعمل، فالقضية ليست بروتوكولية، والزيارة نريدها أن تخدمنا فهي فرصة تتمناها دول كثيرة.
ربما يكون ما نقوله موجود على طاولة الجهات المعنية ففيها أهل الخبرة والتجربة، لكنها الذكرى التي تنفع الأردنيين.
(الرأي)