غابات عَجلون,وكل زهرة,وشجرة,أو شُجَيرة على الأرض هنا في الأردن,في عمان,ودبين,وجرش,والسلط,ومادبا, والزرقاء,والمفرق,وإربد,والكرك,والطفيلة,والشوبك,والبتراء,ومعان,والعقبة هي عَطاء الله,ومُلك الله...أتحرقون ما أعطاكم إيّاه الله؟!,أتحرِقون أملاكَ الله؟!.
بالأمس,وفي عجلون تحديداً إختنق غيم السماء بأدخنة حرائق الأشجار التي أشعلها غاضبون,فحرموها الحياة بغير حق,وحرمونا الإسهاب في وصفنا لأجمل تضاريس في أكثر بقاع الأرض فِتنةً,ونضارة!,ويكفيهم السؤال الذي طرحناه أعلاه,فلعله يَرُدّ لهم رشدهم ألذي أضاعوه,ويُعيد لهم النَدم ألذي فقدوه,ويكفينا قوله تعالى (إن تَحرِص على هُداهُم فإن الله لا يُهدى مَن يُضَلُّ)-37 النحل-.
حزينٌ على وَطن شَابَ ولا زال بعض "أولاده" يتنكرون للثدي الذي أرضعهم!.
وحزينٌ على وطن كَشيخٍ جَليلٍ شاخَ وتَقوّسَ ظهره فحمل "أولاده" العُصيّ ليُسقطوه بدَلاً من أن يمدو له سواعدهم ليسندوه!.
حزين على وطن كان لوحةً أبدع الله في صَبغها بأبهى الألوان فَخرَج مِنا مَن يدلق عليها طلاء -اللاإنتماء- الأسود!.
حزينٌ....
حزينٌ....
وحزين...
حزين,لأننا إن غضبنا على "عبدالله نسور" أحرقنا البنوك,والمشافي,والمؤسسات!
وحزين,لأننا إن غضبنا من وزير التربية جراء فشلنا بامتحان قُمنا بذبح رِقاب المعلمين,وأحرقنا الكتب,والمدارس!.
وحزين,لأننا إن غضبنا على رجال الأمن قمنا بحرق الشوارع,والعربات,ودواليبها!.
حزينٌ,لأننا إن غَضبنا من زميلٍ لنا في الجامعة لَعنّا عشيرته,وأحرقنا الجامعة,واقتلعنا أوتاد الخيمة الأردنية التي تجمعنا!.
وبعد,فإن أكثر ما أخشاه,أننا إن غضبنا من الشمس يوما لحرّها أن نَهبَ لنتعرى,ونوغل في التعري!,تُرى هل بقي ثمة عُريّ أكثر عُرِيّا من هذا الذي نحن فيه؟!.
يا هؤلاء,صدقوني لم يتبقَ سوى جلودنا لنخلعها!.