خبراء يوصون بضرورة تعميم اعادة تطبيق "الحمى" في الاقليم لمواجهة استنزاف الموارد
07-05-2014 04:59 PM
عمون - اشار خبراء الى أن تطبيق مفهوم الحمى لادارة المراعي والموارد الطبيعية يعتبر من أفضل الوسائل لحماية الارض والانسان اذا ما احسن تطبيقه.
وبينوا ان الحمى _وهو اقدم نظام رعوي في العالم ، يهدف الى حماية وصيانة المراعي من الاستغلال الجائر من خلال الاعتماد عى السكان المحليين_ هو الطريقة الافضل لحماية الموارد الطبيعيه من خلال تنظيم السكان المحليين لكيفية الاستفاده من الاراضي دون استهلاكها بشكل جائر.
وأكدوا خلال مشاركتهم باعمال منتدى الحمى (عهد ووعد) لإعادة استدامة الموارد الطبيعية وتأهيل الاراضي الجافة لمنطقة غرب اسيا والذي اقيم تحت رعاية سمو الامير الحسن بن طلال، أن معدل الفائده الداخلي لتطبيق الحمى يزيد على 30% والذي يعتبر رقما كبيرا في تقييم المشروعات.
وأشاروا خلال المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة المكتب الاقليمي لغرب اسيا بالتعاون مع وزارة الزراعة وصندوق الحمى والاتحاد الاوروبي الى أن الحمى يهدف لصيانة الاراضي الجافة لمنطقة غرب اسيا لتعزيز الحفاظ على الموارد الطبيعيه واستغلالها بشكل حكيم لا يؤدي الى استنزافها مؤكدين على ضرورة تبنيه في المستقبل القريب كأحد أفضل الحلول للحفاظ على الموارد في منطقة الشرق الاوسط.
ومن جانبه أكد القائم بأعمال الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، فادي الشريدة، ان المنتدى يركز على إعادة احياء الحمى لتدارس القيمة الاقتصادية لخدمات الانظمة البيئية الخاصة بها للمساهمة في اعادة تأهيلها كحل مستدام لإدارة الموارد الطبيعية ومن أجل تعميمه وتطبيقه في مناطق أوسع في الاقليم.
واشار الى ان الاتحاد الدولي عمل خلال الاعوام السابقة على توثيق ما تبقى من الحمى التقليدية كخدمة للبحث العلمي وتعريف العالم بهذا النظام وانشاء شبكة معرفية تعنى بدعم انظمة الحماية وتنفيذ مشروع اعادة تأهيل الاراضي الجافة والمراعي وتحسين مستوى المعيشة في قرى بني هاشم بالزرقاء بالشراكة مع وزارة الزراعة وبرنامج بحوث البادية الاردنية وتعميم نظام الحمى في جنوب الاردن.
كما بين مستشار اقتصاديات البيئة الدكتور عامر جبارين أن اول مرة يتم التطرق الى مفهوم الحمى في حماية المراعي واعطاءة البعد الاقتصادي.
وأشار جبارين أنه ومن خلال كافة الاوراق التي قدمت في المؤتمر فإن المنافع والتكاليف المحتمله لتطبيق نظام الحمى بينت أنه مجد اقتصاديا وبيئيا مشددا في الوقت ذاته على أهمية النظر في العوامل الاخرى لتطبيق الحمة مثل دور الحكومات والمجتمعات المحلية والتعاون فيما بينهم لتطبيقه بشكل بناء.
بدوره قال عضو المجلس الحاكم للاتحاد الدولي لحماية الطبيعه محمد شهبز أن الحمى حزمة اجتماعية للمشاركة في ادارة الموارد الطبيعيه ما يعني أن الافراد والمؤسسات المحلية هم المسؤولون عن ادارة مواردهم بطريقة مستدامه مشيرا إلى أن الحمى نظام قديم تم تنفيذه قبل مئات السنين وأثبت نجاحه.
وقال أنه سيكون هناك اعلان مبادئ الحمى من أجل تطبيقه في مختلف دول الاقليم وليمتد الى مختلف دول العالم مشيرا الى أن الحمى لم يوجد لحماية المراعي فقط انما يمتد لحماية الانسان ومركبات الطبيعه كافة.
وأشار استاذ مركز بحوث الصحراء في جمهورية مصر الدكتور محمد دراز أنه من الممكن اعادة تطبيق الحمى في العصر الحالي مع الاخذ بعين الاعتبار كافة المتغيرات التي طرأت على المجتمعات البشرية مع الاخذ بعين الاعتبار اقامة منظومه متكامله لتشجيع المجتمعات لتطوير النظم القديمة لاقامة الحمى والاستفادة منه في الشرق الاوسط.
وأوصى المشاركون في المؤتمر بضرورة تعزيز الأدلة العلمية وتوفير رصد منهجي لضمان الجودة, بالاضافه لخلق بيئة مواتية من الدعم السياسي والمؤسسي، بما في ذلك تحديد طبيعة القطاعات المتداخلة للحمى, والعمل على تطوير الحوافز والمكافآت لفوائد الحمى المتعددة والمتنوعة, وتعزيز الحيازة المجتمعية للأراضي والإشراف عليها, وبناء القدرات ورفع وعي المؤسسات العامة والمجتمعات المحلية، مع التركيز على مهارات المشاركة والتمكين, وبناء شراكات إقليمية لتبادل الخبرات والمعارف وبناء القدرات، ولزيادة فوائد الحمى الإقليمية والعالمية.