مجاملةبلال حسن التل
07-05-2014 03:11 AM
يقيني انه بعد أن أنهى الصحفيون الأردنيون انتخابات نقيبهم، ومجلس نقابتهم. فإن عددًا كبيرًا ليس من المرشحين الذين خسروا فقط، بل ومن أعضاء الهيئة العامة أصيبوا بعد إعلان النتائج بنوع من الصدمة المصحوبة بالدهشة، لأن نتائج الانتخابات جاءت مغايرة لتوقعاتهم ولحساباتهم، وللوعود التي قطعت لهم. وعندي ان كل من يصاب بمثل هذه الدهشة، والصدمة يكون قد أسقط من حساباته الكثير من عيوب وسلبيات المجتمع الأردني بكل فئاته، وتلاوينه، وطبقاته.. ومن أبرز هذه العيوب والسلبيات «المجاملة» التي صار يتعامل بها الأردنيون فيما بينهم، ومع الآخرين، والتي تصل في كثير من الأحيان حد الكذب والنفاق، بل تتجاوزهما في بعض الأحيان إلى حد الجريمة، خاصة عندما تُجرى هذه المجاملة على حساب الوطن وخياراته وخيارات مواطنيه. من ذلك على سبيل المثال: ما نقوله عن الوطن البديل في السر، فهو بالتأكيد يختلف مائة وثمانين درجة، عن ما نقوله في العلن. وهو أمر ينسحب على أحاديثنا عن الوحدة الوطنية، وعلى الكثير من قضايانا الوطنية الكبرى التي لا تحتمل المجاملة. بل تتطلب المصارحة والمواجهة. فإذا كنا نستسهل المجاملة في قضايا وطنية ومصيرية كبرى. أفلا نستسهلها في قضايا نصنفها على انها صغيرة وثانوية، بالرغم من أهميتها ومفصليتها؟ فالانتخابات مهما كان نوعها ودرجتها، تفرز أناسًا يلعبون أدوارًا مصيرية وحاسمة في حياتنا، على المستوى الفردي، والمستوى الجماعي. فالنائب الذي ندلي له بأصواتنا، أو نساهم بوصوله إلى قبة البرلمان بامتناعنا عن الأدلاء بهذه الأصوات، وترك الصناديق لتجار الأصوات وسماسرتها وغيرهم. هذا النائب هو الذي يقرر مصير وشكل التشريعات التي تتحكم في حياتنا سياسيًا واقتصاديًا، واجتماعيًا، وثقافيًا، ومع ذلك فإننا لا نأخذ الأمر على محمل الجد، فلا نذهب إلى الصناديق.. وقبل ذلك لا ندقق كثيرًا في حملات المرشحين وبرامجهم. بل نصرف لهم الوعود بالمؤازرة. وفي كثير من الأحيان يكون الوعد مصحوبًا بأغلظ الأيْمان الكاذبة، فنحن في الأغلب الأعم نكذب لنجامل، أو ننتخب مجاملة لابن العشيرة، أو ابن المنطقة، أو لصديق الصديق، وهذه درجة مرذولة من المجاملة.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة