اليوم كان علي ان اتنقل بين ثلاث محافظات....ففي الصباح ذهبت الى احدى جامعاتنا الرابضة على اكتاف شارع المطار...حيث تستضيف بعض المتحدثين من خارجها في اليوم العلمي لاحدى كلياتها وكان ان اتفقت مع اللجنة العلمية ان اتحدث عن الحوار كمهارة من مهارات الحياة.....

بعد اللقاء وفي طريق عودتي امرني عبد اللطيف ان احضر له وجبة من ماكدونالدز لا لشىء بل لانه مثل كل المودعين في بنوكنا ينتظر الجائزة التي يقدمونها مع وجبات الاطفال...وما ان وصلت الى البيت حتى خرجنا جميعا عبود وامه وانا للغداء في احد مطاعم البلدات المجاورة لعمان احتفالا بعيد ميلاد سيدة بيتنا الاولى "ام العبد".

في الطريق الى المطار تتسابق السيارات على الطريق الخالي من علامات تحديد المسارب المعمول بها في كل ارجاء الدنيا....وتشعر بإرهاب السيارات التي تلاحقك بسرعة جنونية والاخرى التي تناور بالتحول من مسرب لاخر بسرعة تجعلك تتمنى لو انك لم تغامر بالرحلة التي اتخذتها.

هناك بعض الميسورين ممن يسيرون في مواكب من سيارتين او اكثر ويحاولوا ان يحتلوا اجزاء من الطريق العام لحماية بعض السيارة والحيلولة ان تتقدم مترا واحدا باتجاه مركباتهم,,التي حاولت ان ابذل جهدا لتأمل وجوه ركاب السيارات السوداء الثلاث التي ضربت طوقا امنيا على طريق عام في حركة استفزازية غير مفهومة.

تذكرت اول ايامي في العمل الشرطي وانا اقلب النشرات التدريبية التي اعدها الضباط المجتهدون من المدربين"شخصيات على الطريق" والتي توصف انواع السواقين وتشبههم بأنواع من الحيوانات تبعا لسلوكهم على الطريق.....

بعض السواقين يستخدمون الطريق مثل الفيلة...فهم يسيرون بتثاقل وهوادة وباتجاه واحد ولا يأبهون لمن يمكن ان يستخدم الطريق ويتأثر بسلوكهم.....والبعض منهم يقفز مثل الارانب من مسرب الى مسرب.....اخرون يسلكون مثل الاسود يشعرون ان على الجميع ان يختفي من وجوههم وان لم يختفوا سيتم تهديدهم بالزئير والتزمير......اخرون لا يختلفون عن السلاحف فهم يسيرون رويدا رويدا لا يسمعون ولا يرون.

المهم ان الطريق كان غير امن ولا شيء يشعرك بالطمائنينة لا هندسة ولا اشارات ولا شرطة ولا سواقين فالمزاج العام مستفز ومخيف.....والطريق عليه اشارات لا معنى لها..تقول لك U TURN بعد 200 م...ولا تجد اي منفذ....طريق العودة غير سالك كما تشير الاشارات.

حادث بين السابع سابقا والخارجية حاليا اوقف معظم المركبات القادمة والمغادرة....
الطريق صعبة......والقيادة صعبة......والمزاج صعب....والشرطة تنفذ واجباتها على هيئة كمائن اصبحت مواقعها معروفة ....مع ان الخطورة في المخالفات المتحركة....

الشخصيات على طريقنا مثل شخصيات الغاب.....الكل اسود وسلاحف ودبب......وقلة هي الخيول الا على جوانب الطرق وفي المتنزهات.