حرد اسرائيل .. وتسجيل الظواهري!!!
جهاد المنسي
04-05-2014 04:40 PM
أثار مقال رأي لوزير خارجيتنا الأسبق كامل أبو جابر اسرائيل، ودفعها لاستدعاء القائم بالأعمال الأردني في تل أبيب للاحتجاج، وتوجيه رسالة لوزارة الخارجية تعتب وتحتج، ولم تكتف بذاك وإنما تريد من إدارة الزميلة الجوردن تايمز التي نشرت مقال أبو جابر الاعتذار.
اسرائيل التي تثيرنا يوميا بتصرفات وتصريحات لأعضاء في الكنيست وساسة ومسؤولين سابقين، حول الأردن والوطن البديل، وتستفز ملايين العرب والمسلمين والمسيحيين بما تقوم به يوميا من اعتداءات على الأقصى والمهد، والقيامة، والخليل وكل المدن والقرى الفلسطينية، أثارها مقال في صحيفة أردنية، ولم تأخذ بالاعتبار حرية الرأي والنشر والكتابة.
المقال أثار دولة الاحتلال لأنه يكشف حقيقة اللوبي الصهيوني العالمي الذي اعتمد على كذبة جرى تداولها لسنوات، وسخّر كل وسائله المشروعة وغير المشرعة لتكريس تلك الكذبة، في عقول كل العالم ودوله، ومفادها السطو على أرض الشعب الفلسطيني، رغم أنه لا يوجد لاسرائيل فيها لا باب ولا محراب، وفشلت كل محاولاتها حتى الآن في إيجاد ما يعزز نظريتهم الكاذبة تلك.
يقول أبو جابر في مقاله إن "الكذبة الصهيونية الكبيرة حول فلسطين، (أي) أرض بلا شعب، والتي تبناها العالم الغربي برمته، والأسطورة التوراتية عن (الشعب المختار) كانا العاملين الأهم اللذين تسببا بكل المآسي التي عاشتها فلسطين والفلسطينيون منذ 1897".
عجبا ما الذي يزعج اسرائيل من ذاك؟! هل يزعجها أن هناك حتى الآن رغم ماكنتها الإعلامية التي استخدمتها لطمس حقيقتها، وزرع كذبة جديدة غير موجودة إلا في إساطيرها الكاذبة حول فلسطين، هل يزعجها ان هناك من لا يزال يعرفها ويعرف حقيقتها.
اسرائيل آخر من في العالم التي يحق لها الشكوى، والمطالبة بالاعتذار، فهي ذاتها التي زرعت جدارا عنصريا على أرض لا تملكها، وهجرت شعبا من أرضه، واحتلت أرض غيرها، وقتلت، وأسرت، واستخدمت كل وسائل القتل المحرمة دوليا بحق شعب أعزل.
اسرائيل هي التي قتلت قاضيا أعزل على معبر حدودي، وبدم بارد، وأردت طفلا بين أحضان والده، ويتمت على شاطئ غزة صبيّة بعد أن قتلت جميع أهلها، وهي التي استهدفت أطفالا في مدرستهم في بحر البقر، وهي التي ارتكبت جرائم في قانا، وصبرا وشاتيلا وبرج البراجنة ودير ياسين وقبية، وغيرها.
اسرائيل تقتل ولا تفكر بالاعتذار، وتضرب عرض الحائط بالقرارات الدولية، وعندما تُكشف حقيقتها عبر مقال رأي في صحيفة، تريد للصحيفة ولكاتب المقال الاعتذار، وتطلب من الأردن، وهي التي طالما أبلغتنا أن ما يكتب في الصحافة الاسرائيلية لا يعبر بالضرورة عن رأي الحكومة الاسرائيلية، وبالتالي لا تستطيع التدخل فيما يكتب، تنسى كل ذاك وتطالب الصحيفة بالاعتذار!!!.
الصدفة أن "حرد" اسرائيل من مقال رأي تزامن مع تسجيل صوتي جديد لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، أمر فيه جبهة النصرة والتي هي فرع تنظيم القاعدة في سورية بالتوقف عن قتال "جهاديين!!" آخرين، وقال في رسالة موجهة لزعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني إن الأمر له ولكل جنود الجبهة ان يتوقفوا فورا عن قتال "الجماعات الجهادية الأخرى"، داعيا عناصر النصرة للتفرغ لقتال "البعثيين والشيعة وحلفائهم"!.
اذا ما يريده الظواهري ان يتفرغ اتباعه في أصقاع الارض لقتل "الشيعة"، و "البعثيين" وربما الروس والصينيين والفنزويليين وغيرهم من الحلفاء!!!، باعتبار أن في الرسالة أمرا بقتل الحلفاء، واذا افترضنا أن تلك الدولة حليفة لسورية فان الامر يشملهم.
هل دققتم في كلام الظواهري؟ وهل قرأتم جيدا الجهات التي يريد لأتباعه قتلها؟ إنهم الذين طالما وقفوا مع القضايا العربية العادلة، وطالما ناصروا القضية الفلسطينية، التي لا يوجد في خطابات الظواهري، وأتباعه، تعريج عليها من قريب أو بعيد.
"الغد"