النظام التعليمي في الأردن !
د. عادل محمد القطاونة
04-05-2014 03:34 AM
طلاب وطالبات ، أساتذة وجامعات، مدارس وكليات، معاهد ودوسيات، تلقين وتحفيظ، تعليم وتحفيز، وبين القطاع العام والخاص يتأوه النظام التعليمي تارة على ماض تليد وعلى مستقبل جديد ، وتارة أخرى يفقد البوصلة في التعرف على الطالب النجيب وطالب المخيب حتى يستقطب الأول ويحفز الثاني لتغدو معادلاتنا التعليمية أكثر ديناميكية وحيوية !
حدثني صديق عزيز قبل أيام عن تجربته الأكاديمية في أحدى الدول الغربية من نظام تعليمي محكم يستند إلى البحث العلمي والإبتكار ويخضع لاشراف وزارة التعليم ووزارة العمل ؛ لا بل أن بعض الدول أضافة إلى أجندة حكوماتها وزارة العمل والابتكار والمهارات إيماناً منها بأهمية الإبداع والتطور والبحث كقيمة مضافة للدولة ، نظام تعليمي يكفل للطالب التفوق والاجتهاد أكاديمياً ورياضياً ويلعب فيه الطالب دور المشرع والصانع والقائد والباني !
إن النظام التعليمي الأمثل يجب أن ينظر إلى الأعمار بشكل أكثر حرفية وأن يعطي الأطفال الموهبين الفرصة لإثبات قدراتهم وفي نفس الآن تطوير الأطفال الأقل ذكاء ؛ فالنظام التعليمي هو نظام يحاكي كافة الفئات والمستويات والميولات وكافة الدخول ! وعلى سبيل المثال فإن بعض الدول يبداً بها النظام التعليمي عند سن الثالثة أما التعليم الجامعي فقد يبدأ عند سن السادسة عشرة ؛ فلماذا يصر البعض منا على قتل أي مميز او إبداعي منذ نعومة أظفاره ليجد نفسه بعد برهة من الزمان ينتقل من الإبداع والإجتهاد إلى الحفظ والتلقين ولتكون المحاضرة الصفية وكلام الأستاذ هو الأساس في العلم والتقدم !!
لقد بدا واضحاً للقاسي والداني أن ثمة خلل في معادلة التعليم فأسلوب التدريس التقليدي القائم على التلقين والحفظ، وغياب البحث الأكاديمي؛ وعدم التواصل المستمر مع الطلبة من قبل الأطراف ذات العلاقة ؛ وقصور بعض المدارس والعمادات في أداء دورها الحيوي في التواصل ؛ وغياب المدرس عن المشهد بشكل كامل وإقتصار دوره على الجانب الأكاديمي فقط ؛ وإنخفاض التواصل مابين العائلة والمدرسة والجامعة وخصوصاً الحكومي منها، وإنعدام الثقة ما بين المدرس والطالب في كثير من الحالات؛ وإستمرار سياسة الفزعة تارة والمحاباة تارة أخرى والتلويح بالعقوبات في حالات أخرى قد شكلت كل منها عناصر سلبية مؤثرة في عملية الإنتاج فغدت المعادلة هشت والمنتج ضعيفاً !
إن المتابع للفروقات بين التعليم الخاص والعام ؛ وإرتفاع نسب الرسوب في الثانوية العامة لبعض المناطق ؛ وإعتماد الكثير من الطلبة على المعاهد الخصوصية للتقوية ؛ وإنتشار ظاهرة الدوسيات والكراسات وملخصات الأسئلة للإمتحانات وتعرض بعض الأساتذه للضرب وحدوث بعض العنف الطلابي بين الحين والآخر يدرك بما لا يحمل الشك أن الطالب يعاني من تعدد الجهات والمصادر التعليمية التي ترتبط بشكل أو بآخر في التحصيل الأكاديمي وفي نفس الآن فإن الطالب يعيش في بعض الحالات حالة من عدم الإستقرار النفسي !
إن من الحكمة اليوم أن نعيد النظر إلى سياساتنا التعليمية عبر نظرة شمولية تكفل الإرتقاء بمستوى الطالب والمدرس والمؤسسة التعليمية عبر نظرة شمولية يشارك في صنعها الطالب والعائلة والمدرس والمدرسة والجامعة وأن نفتح المجال وبلا تردد في أن يأخذ الإبداع والبحث العلمي مساره الصحيح في مسار التعليم وأن تدعم كافة الأفكار الإيجابية والمؤسسات التعليمية وأن يأتي يوم ننتهي منه بما يسمى بالمدارس الأقل حظاً والتي تعني وبكل بساطة المدارس الأقل حظاً في وجود المدرس الأفضل ؛ المدارس الأقل حظاً في وجود البيئة الصفية الأفضل؛ المدارس الأقل حظاً في كافة المتطلبات التعليمية عندها نستطيع الجزم بأن نظامانا التعليمي بدأ بالتعافي .