الاقصى ليس قبلة سياحية تحت الاحتلال
01-05-2014 08:14 PM
كتب النائب علي السنيد: لا ادري الا يتورع هؤلاء الوعاظ الذين زينوا للحكام الباطل، وتخلوا عن واجب النصح لهم والزامهم بالدين وبشعائره في حياتهم العامة والخاصة، وانما زادوا على ذلك بانهم يسخرون لهم الدين والفتوى ، وحولوا الجانب الديني الى جزء من المناسبات البروتوكولية لا غير.
ولا يخفى الموقف الشرعي الداعي الى تحرير المحتل من ارض المسلمين ولو بلغ مقدار شبر واحد، وان الجهاد يصبح في هذه الحالة فرض عين على كل مسلم ومسلمة، وكان عليهم ان يبينونه لمن فرطوا مرتاحي الضمير بثاني اقدس بقاع المسلمين على وجه الارض سواء من خلال التفاهمات التي ابرمت مع النظام الدولي في حينه والتي ادت لتسليمها لليهود، او بالتأمر المتواصل على مختلف صنوف المقاومة الفلسطينية والعربية طوال قرن مضى، واخيرا باقامة سلام لا سابقة له في التاريخ لامة شريفة مع العدو، وحولوه بذلك الى دولة صديقة في الاقاليم تقام لها بعثة دبلوماسية يصار لحمايتها من قبل ابناء المسلمين انفسهم المحتلة ارضهم، وتجرى معها الاتفاقيات التجارية، وتوفر لها ولمسؤوليه اسباب الحماية من اية عمليات مقاومة ضد الكيان الاحتلالي، هذا فضلا عن المحاولات الجارية لتغيير الثقافة الشعبية لاخراجها من خانة المحتل.
وهؤلاء الذين هم في موقع المسؤولية وتناط بهم شرعا المهمات التي تتعلق بمواقعهم، وعجزوا عن الواجب التاريخي، وادخلوا الشعوب بالهزيمة، والوعاظ الذين استكانوا لمن فرطوا بالواجبات الشرعية، وجبنوا عن قول كلمة الحق، وتبيان الموقف الشرعي، افلا يريحوا الامة من فذلكاتهم واباطيلهم، واعطائهم شرعية الفتوى لاجراء التطبيع مع المحتل.
وهنا ابشرهم بفشل اخر يحققونه على هذا الصعيد، فالامة لا تصغي الا لصوت دينها واسلامها، وضميرها ومن يتمثلون به، وان عجزت عن الفعل التاريخي لكونها مكبلة بالانظمة القمعية وما تزال معركتها الداخلية لم تحسم بعد كي تتحرر لتحرر ارضها ومقدساتها ، فهي لا تعطي سمعها الا للحق، وحامليه من ابنائها.
والقدس لا تحتاج لفتوى تفتح الباب مشرعا نحو التطبيع مع الصهاينة، وانما لرجال ذوي بأس شيد يجوسون خلال الديار، ويعيدون لها حريتها، ويفكون اسرها من الاحتلال، وبعد ذلك يتحرك الطوفان الشعبي الاسلامي لزيارتها، والتبرك بها وبقداستها.
وليست الفذلكات في الفتوى واستغلال المشاعر الدينية الجياشة للعرب والمسلمين نحو القبلة الاولى سوى جزء من مخططات دفع الشعوب العربية نحو التسليم للمحتل بما ذهب به من ارض فلسطين وعلىى رأسها القدس الشريف ، واقامة سلام شعبي معه، واستغلال حالة الامة المتردية اليوم بانهاء الصراع لصالح الصهاينة، وهو مخطط لئيم سبق وان وردت اخبار بشأنه في الاعلام الغربي، وهي تظهر قيام مسؤولين اردنيين بزيارة الاقصى للتهيئة لكسر الفتوى التي تحرم هذه الزيارات تحت اجراءات الاحتلال، وصولا لتحويله الى قبلة سياحية ، ويتم الهروب للامام عن الواجب الديني المتعلق بتخليصه من الاحتلال، وبعد ذلك زيارته وشد الرحال اليه لمن شاء .