facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




الإصلاح والتأهيل .. ليست وظيفة شرطية


صبري الربيحات
30-04-2014 11:40 AM

عبر رحلة الانسان الطويلة على الارض كانت الجريمة اكثر العوامل التي اقلقت الانسان وهددت الاستقرار.. لذا فقد ابتدعت الانسانية طرقا للاستجابة الى الجريمة استنادا الى الكيفية التي فسرت بها الجريمة والتصورات التي حملها الانسان عن اسبابها..

الثأر كان اول اشكال الاستجابة للجريمة.. والذي استند إلى افتراض مسؤولية الجماعة عن الفعل الذي ارتكبه الفرد.. ويقوم مفهوم الثأر على تصور ان الفرد او الجماعة ما كانت لترتكب الجريمة وتلحق الاذى بالغير لولا مساندة اعضائها وتأييدهم؛ وعليه فالثأر او الحاق الاذى المضاد ينبغي ان يتوجه الى الجماعة التي ينتمي لها الجاني.

القمع كان النمط الثاني للاستجابة للجريمة وقد استند هذا النمط الى افتراض ان هناك نزعة شريرة في النفس لدى الجاني وان الوسيلة المثلى للحد من الاثر هو قمع هذه النزعة ووقف تأثيرها على الافراد والمجتمع.

الابعاد للجاني كان وسيلة سادت ولا تزال حيث كانت الجماعات تفرض على الجناة الاقامة بعيدا عن الجماعات التي يقع الفعل عليها وقد اشتهرت بعض الجزر والاماكن المعزولة بكونها اماكن خصصت لاستقبال واقامة المبعدين.

التعويض مفهوم يستند الى فلسفة النفع.. ومفهومي اللذة والالم.. حيث اعتقد الناس أن الجاني يحقق لذة من الفعل الجنائي.. ولا بد لالغاء الاثر السلبي للفعل ان يلحق بالجاني ألماً يفوق في شدته اللذة التي حصل عليها من الفعل... وفي ضوء ذلك جاء مفهوم العقوبة من حبس وغرامات وغيرها.

الاصلاح والتأهيل مفاهيم حديثة ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية استندت الى مفاهيم علم النفس والتربية وتفترض ان على المجتمع مسؤولية اعداد الافراد للحياة واكسابهم مهارات حياتية تساعدهم على التكيف وحل المشكلات.. ويؤشر ارتكاب الجريمة الى فشل المجتمع القيام بدوره في اعداد الفرد اعدادا ملائما للحياة مما يقتضي اصلاح الجاني واعادة تأهيله بالمستوى الذي يحصنه ضد ارتكاب الافعال الجنائية اذا ما حل في ظروف مشابهة لظروف ارتكب فيها الفعل قبل دخوله لبرنامج الاصلاح والتأهيل.

في الاردن تبنينا المفهوم منذ نهاية السبعينيات الا ان العود للجريمة لم يتغير كثيرا والاسباب عديدة.. قلة المختصين ومحدودية البرامج وعوامل ترتبط بالقضاء والعفو وعدم دقة التطبيق وتدني الوعي المجتمعي بالمفاهيم واختلاط المفهوم بمفاهيم حجز الحرية وغيرها.

اليوم تنطلق استراتيجية جديدة للاصلاح والتأهيل تتوجه لاكثر من 10000 نزيل في مراكز الاصلاح المنتشرة على طول وعرض البلاد.. لا يمكن ان تقوم الشرطة بالاصلاح.. الاصلاح يحتاج الى اجهزة اصلاحية متخصصة ومدربه ومؤهلة... الشرطة اوجدت لمنع الجريمة ومكافحتها وضبطها.

الاصرار على قيام الشرطة بهذا الدور مخالف لمفاهيم الاصلاح والتأهيل.. الشرطة لهم وظائف غير تلك التي يتطلبها الاصلاح والتأهيل واعادة الدمج.

الاسلم ان يكون هناك ادارة مستقلة للاصلاح والتأهيل.. ينفذ برامجها علماء نفس .. وخبراء تعديل سلوك.. وعاملون اجتماعيون.. ومدربون مهنيون.. ومثقفون.. وألا يختلط ذلك بصورة الشرطي مهما كان متخصصا.. فالشرطة لديهم واجبات كثيرة اخرى.. ويمكن ان يوفروا الحراسة والامن للمؤسسة الاصلاحية دون التدخل في برامجها.





  • 1 عمر الساكت 30-04-2014 | 06:46 PM

    موضوع في غاية الأهمية بمكان للحد من تكرارالجزائم وسقل وتغيير أفكارهم وهي عملية صعبة للغاية وتعتمد على عدة مؤثرات لتغيير أفكارهم ومن ثم قيمهم ثم معتقداتهم ثم تحريك عواطفهم لتشكيل سلوكياتهم السوية ولذلك تتفق مع الدكتور ربيحات فيما ذهب اليه لايكال هذه المهمة لمختصين متفرغين غير رجال الامن

  • 2 وائل 02-05-2014 | 04:22 AM

    هلا وهلا بيك يا هلا

  • 3 وائل 02-05-2014 | 04:24 AM

    هلا وهلا بيك يا هلا


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :