لم يركز مؤتمر القمة العربية في الكويت على القضايا المصيرية للشعوب مثل الامن الغذائي الذي يهدده النقص المتزايد للانتاج المحلي,والاعتماد على الاستيراد المتزايد من الخارج .
من لا يملك غذاءه لا يملك حرية قراره ,لقد وصل متوسط العجز الغذائي في عالمنا العربي 46% من احتياجاته بل انه يرتفع في بعض دوله الى 75% ورغم ذلك لم يتم خلال القمة بحث كيفية مواجهته بالقدر المناسب من الاهتمام.
لم يتخذ اي قرار لتفادي ابتزاز محتمل من دولة اجنبية مصدرة لاجبار دولة عربية مستوردة على انتهاج سياسة غير متماشية مع مبادئها القومية او الاقليمية.
لم تاخذ قضية الامن الغذائي حقها في القمة التي عقدت تحت عنوان التضامن من اجل مستقبل افضل رغم القول ان العمل العربي المشترك لا يتحقق الا بمعدلات تنمية مستدامة تلبي تطلعات الشعوب العربية التي تواجه تحديات كبيرة منها شح المياه الذي يحتاج لدراسة تضمن استمرار تدفقها.
لكن لم يتم وضع اية خطة لاستغلال الامكانات العربية المتاحة لانتاج احتياجاتنا من الغذاء ,لانهاء او تقليل اعتمادنا على ما تنتجه دول اخرى قد تستخدمه يوما سلاحا ضدنا .
الاموال متوفرة في دول الخليج البترولية, والعمالة والخبرة متاحتان في مصر والسودان والعراق والجزائر والاراضي الخصبة والمياه متوفرة في السودان التي يوجد بها اكثر من 200 مليون فدان لا يستغل منها اكثر من 20% , وفي جنوب السودان التي لا تستغل سوى 5% من اراضيها الصالحة للزراعة وتقدر بنحو 75 مليون فدان .
هذا مع العلم ان الدول العربية تستورد غذاء بنحو 45 مليار دولار سنويا.
لقد طالبت منظمةالامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو ) بزيادة الانتاج العالمي من الغذاء لتفادي اضطرابات اجتماعية وحروب اهليه سببها نقص الغذاء مع ازياد سكان العالم واكدت ان ارتفاع اسعار الغذاء ما زال يهدد الامن الغذائي للعالم وخاصة الدول النامية , مشيرة الى ان هناك 842 مليون انسان يعانون سوء التتغذية ,ثلثاهم في اسيا ومنطقة المحيط الهادي , كما يعاني ربع عدد الاطفال في العالم تحت سن الخامسة من ضعف النمو بسبب سوء التغذية,كما طالبت بالحد من هدر الغذاء بزيادة الوعي لدى المستهلك وربطه بقيم الحفاظ على المواد وعدم اساءة استعمالها.
واجب الجامعة العربية العمل على التكامل الاجتماعي العربي لحل مشاكل المنطقة بتعاون كل دولة منها حسب امكانياتها وان تم ذلك سيعيش الكل بكل راحة وهناء ولم يبق فقير او معدم على ارضها.