رد على مقالة الدكتور عودة قواس
رولا نصراوين
29-04-2014 02:41 PM
بمحبة الكنيسة الأورثوذكسية...
نقف اليوم أمام واقع كنسي مرير تعيشه الكنيسة الأورثوذكسية في الأردن وفلسطين ممثلة برئاستها الروحية والاكليروس والرعية المسيحية التي تتبع جميعها الرئاسة اليونانية ؛ فلم يعد أمام الحراك الشبابي المسيحي أي خيار إما المضي قدما بمطالب اساسية واضحة وصريحة والحصول عليها أو الاستمرار بالتصعيد للوصول، فأعلام الثورة على الهيمنة اليونانية قد بدأت تلوح في الأفق والرعية المسيحية في الأردن وفلسطين عقدت العزم على المطالبة بحقوقها المشروعة والمغتصبة منذ مئات السنين من وقف للتهميش الممنهج وسياسة الإقصاء للأباء والرهبان وتهجيرهم والمطالبة بتشكيل مجمع مقدسي عربي بالدرجة الأولى وفقا لأحكام القانون ومناهضة التفرد المطلق في القرارات الإدارية المجحفة التي لا تمثل أبناء الكنيسة العرب الأورثوذكس والضبابية في التعاطي مع ملف الأملاك والأوقاف العربية الأورثوذكسيه في فلسطين المحتلة والتجنيد الإجباري للمسيحيين في الجيش الإسرائيلي.
والمؤسف بالأمر الآن ما يحدث في كنيستنا الأورثوذكسية المشرقية في الأردن أنها قد انقسمت على نفسها فهناك عدد من أبناء الرعية من إكليروس وشعب يقفون ضد الحراك الشبابي ويحاربونه بكل الوسائل المتاحة محاولين تقويض عزائمهم وتبخيس توجهاتهم ورزع التفرقة وإحداث الخلل بين مكونات المجتمع الأردني الواحد معتبرين أنهم يبثون فكر جديد يهدف الى زرع الفتنة في جسد الكنيسة الواحد.
ما دفعني بصدق للكتابة اليوم بهذا الشأن هو توضيح الصورة التي تم الإعلان عنها سابقا بالصحافة ووسائل الإعلام حول ماهية الكتب المرسلة من البطريركية اليونانية ليد قدس الأرشمندريت خريستوفورس عطالله رئيس دير السيدة العذراء ينبوع الحياة – دبين وردا مني على مقال كتبه سعادة الدكتور عودة قواس أرجو أن أوضح الأمر.
في البداية؛ لم يكن ذكر كلمة الارشمندريت أثناسيوس قاقيش مرتين خطأ مطبعي في الكتاب الواردة للدير فإذا أستوجب الأمر الخطأ مرة فلن يكرر الخطأ مرتين...!!! كما أن الكتاب المرسل كان باللغة اليونانية وبالتالي فإن البطريرك ثيوفيلس لا يوقع على كتاب لا يعلم فحواه..!!
وبالرجوع لتاريخ ترسيم الرتب الكهنوتية في كنيستنا المشرقية فإنك ستجد أن باستطاعة البطاركة ترفيع العديد من الكهنة المتزوجون إلى رتبة "أيكونوموس" والرهبان إلى رتبة "أرشمندريت" دون أي طقس كنسي أو صلاة معينة فهذا التاريخ ليس غريباً على بطريركيتنا المشرقية...
ثانيا: لم يقم الأرشمندريت أثناسيوس بأي خطوة مخالفة للقانون الكنسي، فقد أخذ بركتين لارتداء الصليب الأولى من البطريرك ثيوفيلس شخصيا قبل ثلاثة سنوات والثانية من المطران فيلومينوس مخامرة حيث بارك له بالرتبة، إذا فالبركة حاصلة ومؤكدة فلا نحاول تشويه الحقائق، ثم جاء تصرف الأب أثناسيوس بحكمة شديدة فلم يقبل خلع الصليب بنفسه حسب طلب المطران حتى قام هو بخلعه بنفسه مستهزءا به ...!!! وهذه تعد سابقة في تاريخ الكنيسة أن يتراجع رئيس الاساقفة عن كلمته...!!
ثالثا: إن الهجوم المستميت الذي تترأسه قلة من أبناء الرعية على قدس الأرشمندريت خريستوفوروس عطالله برأيي غير مبرر خاصة وأنه إنسان صاحب فكر جوهري ولديه رؤية إصلاحية حقيقية ومطالبه رعوية مشرقية شرعية جماهيرية لا تزوفها زائفة بالدرجة الأولى وأن خروجه على القنوات الفضائية هو حق مشروع له بكل المقاييس وإذا كان ما يطرحه غير شرعي فنتمنى على من يعترض أن يخرج للقنوات الفضائية ويوضح وجهة نظره التي يدافع عنها وليأخذ الأمر منحى الحوار الوطني والعلني أمام الجميع.
إن السكوت على طريقة تعاطي البطريركية مع أبناء الكنيسة ومع الكهنة العرب من حيث تهميشهم وقطع رواتبهم وتهديدهم بالحبس والإقصاء لم يعد مجديا ووصف الحراكيين الشباب بالطفيليات التي تشوه صورة الكنيسة وتفتعل المؤامرات وتغير الحقائق وتعيق الإصلاح أمر غير مقبول جملة وتفصيلا لأن مطالب الحراك الشبابي المسيحي منطقية وعقلانية وشرعية وهي حق يكفله الدستور الأردني.
ومن هنا أقول كجزء من الحراك الشبابي أننا لن نتنازل عن هويتنا المسيحية المشرقية العربية ونرفض قرارات البطريركية اليونانية التي تخدم بالدرجة الأولى الاحتلال الصهيوني ونطالب بالإعتراف بدير السيدة العذراء ينبوع الحياة دبين وتنصيب الأرشمندريت خريستوفورس عطالله رئيس له ومطرانا مستحقا فيه وإعادة إعتبار الرتبة المسلوبة "الأرشمندريت" للأب أثناسيوس قاقسش وسيامة رهبان وراهبات أردنيين وفلسطينيين ونؤكد أهمية الإبقاء على الوصاية الهاشمية على المقدسات المسيحية أسوة بالمقدسات الإسلامية في فلسطين.
ونحن أيضا نقول بدورنا كفى للغطرسة اليونانية علينا ... كفى إساءة وافتراء على كهنتنا ... كفى يا بطريركية الروم المقدسية ....
رولا فايق نصراوين
rulanassraween@hotmail.com