احتفل التلفزيون الأردني بعيد تأسيسه السادس والأربعين وقد أدت هذه المؤسسة الرائدة خلال هذه السنوات دورها الوطني وحملت رسالة الأردن إلى مختلف أصقاع العالم وكان تلفزيوننا في بداياته وقبل انتشار المحطات الفضائية من التلفزيونات العربية المميزة جدا وكان انتاجه من المسلسلات الدرامية ومن البرامج يذاع على معظم الشاشات العربية وقد اشتهرت الدراما الأردنية حيث كانت تنافس الدراما العربية بل وتتفوق عليها أحيانا.

لقد حقق التلفزيون الأردني كل الأهداف التي أنشىء من أجلها وكان الفضل في ذلك لمؤسسه المرحوم محمد كمال الذي يشهد له القاصي والداني بأنه صاحب خبرة وكفاءة وقد نقل تلفزيوننا نقلات نوعية وكان له قصب السبق في كل المهرجانات العربية التي شارك فيها.

التلفزيون الأردني خرج كفاءات اعلامية مميزة جدا وها هم المذيعون والمنتجون الأردنيون يطلون علينا من عدد كبير من الشاشات العربية والأجنبية وقد شارك العديد منهم في تأسيس بعض المحطات التلفزيونية العربية وهم الآن يعدون من الصفوة ومن الاعلاميين المميزين في العالم العربي.

يعتقد البعض أن التلفزيون الأردني مقصر اعلاميا قياسا على بعض التلفزيونات العربية الأخرى التي تمتلكها شركات أو أشخاص وينسى هؤلاء أو يتناسون أن التلفزيون الأردني هو أولا وأخيرا تلفزيون حكومي وبأنه يمثل الدولة الأردنية بكل تفاصيلها وقطاعاتها وأن ما يقدمه من برامج يجب أن تكون برامج ملتزمة وغير خاضعة للمزاجية أو لرغبات البعض الشخصية ومن يتابع هذه الشاشة الصغيرة يجد أن هناك سقفا لا بأس به من الحرية وأن بعض البرامج الحوارية سقفها مرتفع جدا لكن بالتأكيد فإن هناك خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها لأن تلفزيوننا تلفزيون دولة في النهاية ويجب أن نحترم هذه الدولة لذلك نتمنى أن لا يطلب بعض الاخوة من تلفزيوننا أن يكون غير نفسه لأن من الصعب عليه أن لا يكون إلا تلفزيون الدولة الأردنية.

لقد أعلن الاستاذ رمضان الرواشدة مدير عام مؤسسة الاذاعة والتلفزيون خلال الاحتفال الذي رعاه الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء بهذه المناسبة بأنه سيجري تحديث الأجهزة الهندسية القديمة حتى يستطيع التلفزيون تأدية رسالته الوطنية وأن يكون قادرا على منافسة المحطات الأخرى فنيا وقد تم رصد مبلغ واحد وعشرين مليون دينار لهذه الغاية وهو مبلغ جيد ويمكن أن يساعد كثيرا في تحديث الأجهزة الفنية.

لا نستطيع بهذه المناسبة إلا أن نقول لجميع الزملاء في التلفزيون الأردني كل عام وأنتم بخير من المدير وحتى أصغر موظف متمنين لكم مزيدا من العطاء والتقدم ونشر رسالة الأردن الخالدة رسالة المحبة والتسامح وسيظل الشباب الأردني يثبت كل يوم أنه قادر على تحمل المسؤولية وعلى تقديم المزيد من العطاء لهذا الوطن الطيب.
(الدستور)