لايمكن لمواطن اردني واع ان ينظر الى ما يجري اليوم في بلدنا من أحداث باعتباره أمرا طبيعيا ليست له أبعاد تتطلب التفكير مليا في المبررات والأسباب ،وبالطبع فان من واجب الدولة بكل سلطاتها ومكوناتها السياسية والأمنية ان تذهب بعيدا في التحليل وربط الأحداث ببعضها لاستنتاج الحقيقة كما هي والشروع في معالجتها بروح المسؤولية الوطنية التي تقدم امن الوطن والدولة والمواطن على اي اعتبار اخر.
ندرك ان لدى أهلنا في معانٍ كما في معظم المحافظات مشكلة فقر وبطالة لها اثرها السلبي القاسي على حياتنا جميعا، وندرك ان الناس تتشاجر سواء في الجامعات او القرى والأرياف والمخيمات وسواها، لكن اللافت اكثر من اي وقت مضى ان المشكلات تتفاقم في اكثر من مكان ،فقد اختطف سفيرنا فواز العيطان رده الله سالما، وتفجرت أحداث في معانٍ العزيزة يسعى أهلنا هناك الى تطويقها بدافع حرصهم المعهود على الوطن وأمنه،وكلما هدأت الأمور وفرحوا وفرحنا معهم بذلك حدث ما يعكر الصفو من جديد، لا بل تتسع دائرة الأحداث شجارا في الرصيفة وفي جامعة حكومية ، وتأزما للموقف بين هذه العشيرة وتلك، في مسلسل ما ان يهداء حتى يتفجر من جديد ،وعلى نحو يثير الاستغراب والتساؤل المشروع عما يراد بهذا البلد الذي يفخر أهله جميعا بنعمة الأمن والاستقرار ،لهول ما يرون ويتابعون عبر الشاشات من أحداث قتل ودمار وتشريد تقشعر لها الأبدان،. حتى صار متعارفا لدي سائر الأردنيين القول بأننا نقبل الفقر والفاقة على ان نتعرض لمثل هذا الحال المأساوي الذي يعانيه بعض إخواننا العرب .
أخطر ما يمكن التخوف منه جريا على سابقات تاريخية هو ان يكون وراء الأكمة ما وراءها وان هناك من يحرك الأحداث بفعل حسد او مخطط يوظف الظروف الاقتصادية والمعيشية لنا في أحداث الفتنة لا قدر الله ،فلقد اكتوينا بنار هكذا مخططات مجرمة في سابق الأيام والسنين حتى ارتوينا، وشاءت عناية الباري ان نخرج منها سالمين بحمده سبحانه، ونسأله جلت قدرته ان لا تتكرر.
نحن اليوم وسط جزيرة من الحديد والنار والقتل والتشريد والدمار،وليس على حوافها كما يعتقد بعضنا،ونحن ندفع ثمن مصائب لا ذنب لنا فيها فقط لأننا عرب يجب ان ندفع ثمن عروبتنا ولطالما دفعناه وما شكونا أبدا، ولطالما وصمنا بما ليس فينا وما اعترضنا ولا دافعنا حتى عما حاق بناًمن ظلم أثبتت الأحداث وألزمان وهو خير منصف انه ظلم بين لمن لا يستحقه ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ونحن اليوم واكثر من اي وقت مضى مطالبون بان نفتح عيوننا جيدا وان نقرأ المشهد بذكاء فقد نستبين ان هناك من يخطط ومن ينفذ لجرنا الى الفتنة والخراب رغما عن إرادتنا وحرصنا جميعا على ان لا ننجرف صوب الهاوية لا سمح الله .
باختصار هناك من يريد بنا شرا ،أما من هو فالله وحده اعلم ، وهناك من لا يريد لنا ان نظل آمنين وسط العاصفة، وإلا فما الذي يدخلنا كل يوم من نفق الى نفق ، ومن مشكلة الى أخرى ، بينما نحن نتجرع فقرنا وعرينا وضيق ذات اليد في بيوت معظم شعبنا صابرين مصابرين ما دام البديل الواضح هواخراب بلدنا ودخولها لا قدر الله في نفق مظلم لن نخرج منه الا ان أراد الله لنا الخروج .
نعم كل شيء يهون عندما يصبح البلد وأمنه ومستقبله هو الثمن، والعاقل هو من اتعظ بغيره ،وجنب أهله ووطنه الواقع المر المظلم حتى تنجلي العاصفة وعندها فلكل حادث حديث .
اللهم جنب بلدنا كله المصائب ورد كيد الكاظمين الى نحورهم ،واحفظ اللهم معانٍا وأهلها الكرام وكل أهلنا الأردنيين والمقيمين في بلادنا كافه من كل شر ،وآدم يا رب علينا نعمة الأمن والاستقرار وارحم ضعفنا وأزل فقرنا واهدنا جميعا سواء السبيل واقطع اللهم دابر الفساد من وطننا ولا تدع فينا محروما من فضلك وكرمك يا ارحم الراحمين ،،،وانت وحدك من وراء القصد