معان في عام : من هو الخاسر؟
أ.د. سعد ابو دية
26-04-2014 02:14 PM
نشر الكثير عن قضية معان وبكل تأكيد اهتم الاردنيون بها اكثر من اي قضية اخرى عالميه مثل اوكرانيا او اي قضية محلية . ساضع القراء في صورة ماحصل في عمان خلال عام وابدأ بما ماجرى في جامعة الحسين وبعض المظاهر المؤلمة التي رافقت الازمه . المشكله حصلت والمهم كيفية حلها وهذا هو المؤلم ايضا ولي هذه الملاحظات :
منذ ذلك اليوم يظهر لك مايظهر الان في الازمة الحاليه اذ لاحظت غياب المسؤلين الرسميين عن التدخل واصلاح ذات البين وهذه ليست اول مره في عهد حكومه الدكتور عبد الله النسور الحاليه -وفي الازمه الحاليه يتكرر الغياب الرسمي عن الدور الاصلاحي والوجود في المنطقه على عكس ماكان عليه الحال سابقا اذ اذكر في ازمات 1998 ان الوجود الرسمي كان اكثر وان جلالة الملك الحسين رحمه الله ذهب الى معان وكان يومها بشير المجالي مديرا للشرطه علما ان الحدث داخل المدينه فقط وكان عدد المصابين شهيد واحد (محمد الكاتب )و لكن في احداث جامعة الحسين يوم 29 نيسان 2013 كان الحدث اكبر والشهداء اربعه (اثنان من الحويطات واثنان اخران واحد من معان ) وهناك 65 مصاب حسب رواية الاهالي في معان والحويطات ولاحظت في غياب التحرك الرسمي ان بدأ التحرك غير الرسمي اكثر وتحركت جاهه وذهبت الى معان والحسينيه بمبادره منهم وعلى رأسهم شيوخ وابناء العشائر سالم الهدبان الهبارنه وهاني الحديد وحازم العوران وغيرهم وهناك وفد شعبي قد يتشكل ويرى النور ولكن للاسف بعد احداث جامعة الحسين سقط ثلاثة ضحايا اخرون في حزيران 2013وهم احمد خالد ابو خديجه وعيسى ابوديه وصدام البزايعه وفي عام 2014 قتل ميدانيا ثلاثة اشخاص من معان اذ قتل عابد معتوق في شهر كانون الثاني 2014 وظل الموقف كما هو والمواطن يدفع الثمن حتى وقعت القضيه الاخيره في معان عندما قتل الشاب بدر ابوديه ا ميدانيا في مدينة معان وهو شقيق عيسى ونشر الخبر يوم 19 اذار 2014بعنوان(ذوو متوفي يرفضون استلام جثته حتى تحديد المتسببين ....) وانفجر الوضع بعد ان دفنت الجهات الرسميه بدر دون علم اهله او موافقتهم وادى ذلك الى استفزاز الكثيرين وبدأت مواجهه اسفرت عن سقوط ضحايا جدد من الطرفين واحد دركي والاخر هو قصي الامامي كان خارجا من المسجد ولذلك غضب سكان المدينه و وجهة نظرهم وموقفهم واحتجاجهم ضد عمليات القتل الميداني لايرد عليها اي احد . والتصفية الميدانيه لواحد ارتكب السرقه هي عقوبه غير انسانيه وتخالف مواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948 الحريص على حق الانسان في الحياه وهي من اهم واجبات الامن العام والتي يقوم بها بكفاءة في الاردن ونحن معه وفخورون به و كل مانريده اعادة السكينه . قليلون يعرفون ان اخطاء مدير الشرطه في مطلع عام 1989 ثم اخطاء المحافظ هي التي قادت للاحداث العنيفه التي حصلت في نيسان من نفس العام وعوده للموضوع لو اخذت الروايه من الجانب الامني فان الاسباب كلها سرقات وهنا اقول حتى لو كانت سرقات فالنتيجة ليس القتل وهنا اقول انه كان يجب ان تبرز المهنيه العاليه في القاء القبض عليهم احياء ومحاكمتهم وفي كافة الاحوال يأخذون العقوبه العادله عقوبة السرقه وليس القتل ونتساءل لماذا يلجأ الامن في جنوب عمان مع سارقي السيارات لعمليات استخبارات في حين انه يلجأ للقتل الميداني في معان
واخيرا اذا لم تتحرك الحكومه بجد فانها سوف تخسر الجميع . وفي كافة الاحوال اشير ان الملف ظل مفتوحا ولم يتم البحث اوعلاج الاسباب وللاسف رافق كل ازمة سقوط ضحايا من ابناء المدينه وفي كل ازمة كانت ليس المدينه الخاسر الاكبر من سقوط ابنائها ضحايا وصل عددهم حتى الان 35فردا بل الوطن كله
. وهنا اشير ايضا لموضوعين هامين :
الاول اذا كان الامر سرقات فالمطلوب ايجاد حل لاسباب السرقه وعلينا البحث عن هذه الاسباب وعلاجها . ,وذكر احدهم لي ان البطالة في معان بين الشباب 35% وان جميع المشاريع التي يعلن عليها لاتنفذ ومنها مصنع سيارات اللندروفر
الثاني : يشتكي اهالي الضحايا الذين لاقوا وجه ربهم ان الشباب الذين ماتوا يوثرون الموت على ان يقعوا بين ايدي من يطاردهم من رجال امن او درك فلماذا لايزيل الاخوة امن رجال الامن او الدرك هذا الانطباع او الصوره واين مفتي الامن العام في هذا الميدان واين الاجراء الوقائي واللجوء الى التخطيط السليم لقد فكرت بالامر جليا واجزم ان المقاومه العنيفه خطر على الطرفين وهذه بلدنا والمواطن عزيز ورجال الامن والدرك لهم خبره مميزه وارجو ان ياخذوا هذا الموضوع بعين الاعتبار والاردن استوعب انقلابيين ذات يوم وغيرهم ولن يعجز الاخوة من الدرك والامن عن استيعاب الشباب وارجو ان ننتبه لما يساعدنا في خلق اجواء الثقه وان ننتبه للاسباب وعدم التعميم مثلا لايصح ان تتهم الشرطه اهالي معان بتكرار اطلاق النار على مركز الشرطه او الدوائر ارسميه و عليها ان تعزز الاجراءات وتلقي القبض على من اطلق النار فعلا وتعاقبه ولاتتهم الجميع وارجو ان تكون البيانات الصادره من مديرية الامن عادله مثلا في قضيه مقتل عابد ذكر البيان ان تبدلا لاطلاق النار وقع وهذا غير صحيح ارجو ان نأخذ مشاعر اهله المنكوبين بعين الاعتبار ويظل الجميع ابنائنا ويجب ان تعالج اسباب السرقات وان لايسقط اي شخص تتم مطاردته قتيلا قبل ان تتم محاكمته . الرحله صعبه وتحتاج للتعاون من كافة الاطراف . زرت معان بعد كل حادث قتل وهنا اشير لدورهام لمديري الشرطه والحكام المحليين مثل المحافظ في تخفيف التوتر مثلا قبل سنوات كان في معان في( نفس الوقت وهذا مهم ) محافظ جيد (حاكم الخريشه ومدير شرطه محمد فلاح العطين ) وكانت المدينه هادئه وبخاصة ان الرجلين جاءا بعد احداث عام 2002 واشير ان المحافظ ومدير الشرطه عام 1989 كانا (في نفس الوقت) جزءا من المشكله وليس الحل ولو كان المحافظ جيدا لما حصل ماحصل ولكنه عندما راجعه السائقون المتضرون من رفع اسعار البنزين صادر رخصهم بدلا من الاهتمام بالشكوى ودفعهم للشارع وكان ماكان وقبل ان اختم المقال اشير الى ان بعض من شباب معان اصبح عليه قيودا امنيا وهذه النقطه تستدعي اغلاق ملفهم وتأهيله لحياه افضل واؤكد ان استمرار نأي الحكومه عن الحل الشافي سيدفع نحو نتائج غير مدروسه تفرض علينا وقد لانستطيع حلها .