المشكلة في معان أم في عمان ؟؟
26-04-2014 04:23 AM
الفرق بين معان وعمان أيهما أولا حرف الميم أم حرف العين ؟؟ ولكن وبقدر ما هو الفرق طفيف في ترتيب حرفين بقدر ما هو شاسع سواء من حيث المسافة أو من حيث الواقع السياسي والاجتماعي ومع ذلك فان جذور الحقيقة ( المشكلة ) مغروسة في عمان بينما تنبت أغصانها الشوكية في معان ومثيلات معان .
المفارقة التي لم يتنبه لها أحد أنه في كل مرة يحدث فيها أحتكاك بين قوات الامن وبين مواطنين في معان أو الطفيلة أو أي مكان أخر فان الاحتجاجات ترفع شعارين الاول أسقاط الحكومة والثاني محاسبة الفاسدين .
قد يبدأ الاحتكاك فعلا على خلفية مطاردة مطلوبين – كما صرح وزير الداخلية – ولكنه سرعان ما يتحول الى تحرك شعبي يطالب باسقاط الحكومة هل هذه مصادفة ؟؟ أم سيقال أن الحركة الاسلامية ركبت الاحداث وسيستها ؟؟ حسب التوليفة الرسمية المعدة مسبقا في كل مرة !!
حين يهرب مطلوب للقضاء أو للامن , وحين تهرع قوات الامن للقبض على مطلوب أمني – غير سياسي – فاننا نسمع عبارة تتكرر من ذويه وأقاربه وهي ( روحوا أحبسوا الفاسدين أولا ) لدرجة أنني شخصيا شهدث مشاكسة حدثت بين شاب حررت له دورية السير مخالفة مرورية فبدأ يصرخ قائلا ( مخالفتي بدها تسد عجز الميزانية ؟؟ خالفوا الحرامية اللي سرقوا البلد وهربوا ) .
نعم يتكرر المشهد نفسه : إسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين !! فمالذي يعنيه ذلك ؟؟
الاول أن الشعب مقتنع أن كل حكومة تشبه سابقتها وأنها جميعا نسخة واحدة بديكور مختلف ولا تختلف الا بقدر العطاء االمعسول من الكلام والتصريحات الجوفاء من أي مضمون ينعكس عل الواقع السيء .
الثاني أن الناس يعتقدون أن كل ما قيل ويقال من شعارات وأجراءات حكومية عن محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين لايعدو أن يكون ذرا للرماد في العيون بل ويتساءلون كيف أقامت الحكومة الدنيا وأقعدتها على خالد شاهين – مع أنه ليس متهما باختلاس - حين تأخر في العودة بينما يخرج غيره عبر الحدود متهما بمئات الملايين ولا تتحرك الحكومات , ويتساءلون كيف تجري محاسبة فاسدين صغار بينما تطوى ملفات فاسدين كبار ومع ذلك يقال لهم أن سيادة القانون على الجميع .
قد تتحرك قوة أمنية فاعلة للقبض على متهم أو محكوم – وهذا مطلب قانوني لا ننارع فيه – ولكننا ندرك حجم المرارة في صدور ذويه الذين يشاهدون ثروات مجهولة بين أيدي أشخاص أمضوا أعمارهم في الخدمة الحكومية الرفيعة ولم نسمع أنهم ورثوا عن أجداهم الفقراء شيئا ولا يسأل أحد من أين جاءتهم الثروة ؟؟, أو حين تنفذ الاحكام بحق س ولا تنفذ بحق ص من الناس .
وندرك حجم الاسى في صدور مواطنين حين ينتظرون على أعتاب مسؤول فيأتي صاحب حظوة أو نفوذ فيدخل ( منفوش الريش ) وتلحق به ( صينية القهوة والشاي ) بينما ينتظر بقية خلق الله دورا لا يأتي أبدا ؟؟
وندرك حجم المرارة والاسى اللذين نسمعهما عبر برامج أذاعات الصباح ( بث مباشر ) يفرغ من خلالها المواطنون مرارتهم وغضبهم ويكتفي المسؤولون بصرف الوعود ( بحل المشكلة ) لنسمعها بعد شهر ( مكانك سر ) .
ونشاهد ونسمع حجم النفاق الرسمي بالقول والفعل حين يبادر جلالة الملك الى زيارة مدينة فتهب أجهزة الدولة لتنظيف المدينة وغرس طرقاتها وتجميل مداخلها ويستبعد من المواطنين كل من يتوقع منه أن يوجه أنتقادا أو يعبرلجلالته عن مر الشكوى , بل ووصلت الامور الى درجة الاطلاع مسبقا على الكلمات التي ستلقى على أسماع سيدنا , وما هي إلا أيام حتى تغرق المدينة في الاهمال وينتهي الموسم الى أن يقرر صاحب الجلالة زيارة أخرى !!
أحداث معان أيها السادة ليست إلا ( الطفح الجلدي ) المزعج لمرض داخلي ينهش الجسم كله .. مرض يتعامى النظام السياسي برمته عن معالجته .. انه مرض غياب العدالة الحقيقية وتطبيق سيادة القانون ( على ناس وناس ) مرض نسياننا جميعا لحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام (عن عائشة رضي الله عنها { أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت ، فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه أسامة ، فقال : أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فاختطب ، فقال : إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، وايم الله : لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها }
تلك هي سيادة القانون على الجميع أبتداء من تراخيص الابنية ورخص السوق ومخالفات السير وانتهاء بأموال مؤسسات الدولة وأستثمار الوظيفة والاعتداء على كرامة مواطن أو الاعتداء على شرطي يقوم بواجبه , القانون الذي يطبق على الفقير والوزير والامير .