في المعلومات المؤكدة ان سفير الاردن ومندوبه في الامم المتحدة، الامير زيد بن رعد قدم استقالته من موقعه، وسيغادره خلال فترة قصيرة، وتأتي الاستقالة بعد فترة وجيزة من حصول الاردن على عضوية مجلس الامن.
عضوية الاردن في مجلس الامن لمدة عامين، ترأس الاردن ذات المجلس لمدة شهرين، وقد كنا في نيويورك عند افتتاح دورة مجلس الامن، ورقبنا رئاسة الاردن وادارته لتلك الجلسة التي شهدت ملاسنات سياسية بين مندوبي فلسطين والاحتلال الاسرائيلي.
استقالة السفير من موقعه، تأخذنا الى احد سيناريوهين، وفقا لما يتردد، ولاشيء ثابت حتى الان، اولهما ان يتم تعيين شخصية سياسية معروفة ذات وزن وتتولى موقعا حاليا، في موقع سفير الاردن في نيويورك، باعتبار ان هذا التعيين سيكون فرصة عظيمة، للتأثير عبر موقع العضوية ايضا في مجلس الامن.
اختيارهذه الشخصية سيأتي تمهيدا لترشيح ذات الاسم المحتمل لاحقا، لموقع الامين العام للامم المتحدة، حيث تنتهي رئاسة الامين الحالي خلال عامين، خصوصا، ان علاقاته العربية والدولية نافذة ومؤثرة.
معنى الكلام ان الاردن قد يخطط لان يترشح لرئاسة الامم المتحدة، ولهذا يريد منذ هذه الايام، أن يكون اختياره لموقع السفير، دقيقا بحيث يتم تسخيره وتوظيفه تمهيدا لتلك المرحلة، اي رئاسة الامم المتحدة.
من الطبيعي ان لايكون اي شخص هنا، سفيرا للاردن في الامم المتحدة، خصوصا، ان العضوية في مجلس الامن بحاجة الى عمل صعب، ومنطوق الامير في نيويورك اذ سألته قبل فترة في مكتبه يشي بالمهمات الصعبة والمتعددة.
البعثة الاردنية عليها واجبات ابرزها التدخل في القرار العالمي، ومعرفة ماذا يجري حتى في دول لاتوجد فيها بعثات دبلوماسية للاردن، كما في افريقيا، وغير ذلك من مهمات حساسة بحاجة الى طواقم ومخصصات وجهد متعب.
السيناريو الثاني يتحدث عن نقل سفير حالي يتولى موقعا مهما في دولة عربية حالية، من موقعه الى نيويورك، والكلام عن شخص له خبرته ويعد وازنا ومؤهلا، ولا احد يعرف ما اذا كان اختياره المحتمل سيأخذنا الى ذات سيناريو الترشح لرئاسة الامم المتحدة.
يمكن الاستنتاج فقط، أن نقله من موقعه الحالي كسفير، الى نيويورك، لن يؤدي في الاغلب للترشح لرئاسة الامم المتحدة.
العالم العربي لاينظر باهتمام الى المؤسسات الدولية، الا على المستوى السياسي، وعلى المستوى الشعبي تتمتع هذه المؤسسات بانخفاض شعبيتها، وعدم الاهتمام بها، باعتبارها مؤسسات شكلية، او متواطئة ضد العرب والمسلمين وهذا غير صحيح بالمناسبة في المطلق، ويجب ان لايؤدي بالضرورة الى اهمال وجودنا في هذه المحافل الدولية.
حتى يخرج خبر الاستقالة رسميا، وتتضح الصورة، حول اي سيناريو، تم اعتماده من السيناريوهين السابقين، سنصبر فقط، لاننا سنقرأ لاحقا كيفية حسم الاردن لهذا الملف، ومالذي يريده من الترشيح المقبل؟!
(الدستور)