أرسل عدد من الأصدقاء تعليقات وردودا بشأن مقالي "جريمة زواج القاصرات" (والمنشور في "الغد" بتاريخ 8 /4/ 2014). وربما يكون مناسبا إعادة طرح وجهتي النظر حول الموضوع؛ وإن كانت معظم التعليقات التي تلقيتها (9 من 11) تعارض زواج القاصرات، فيما تعليقان يؤيدان الزواج المبكر قبل الثامنة عشرة.
الأصدقاء والصديقات زيد المغربي، ونورا جبران، وأحمد نجيب الرشدان، ونائل الزبيدي، وكادي حكمت، وهديل عبابنة، وإسراء غرايبة، ووليد معايطة، وإبراهيم غرايبة (ليس الكاتب)، وأمجد الفيومي، يعارضون هذا الزواج، ويؤيدون فكرة المقال. إذ يرى المغربي أنها حالة غريبة أن يمنع القانون الفتاة قبل الثامنة عشرة من قيادة السيارات، كما لا يراها مؤهلة لكثير من الأعمال، كالانتخاب والبيع والشراء، ولكنه في الوقت نفسه يسمح لها أن تكون أما وربة أسرة! وتقول جبران: إن الفتاة قبل الثامنة عشرة مراهقة وغير مؤهلة لتحمل مسؤوليات مثل الأسرة، وبعض هذه الحالات من الزواج يمكن إدراجها ضمن الاتجار بالبشر، وبما يؤدي إلى سلسلة من الجرائم والمآسي.
الرشدان والزبيدي يقولان إنها جريمة يجب المعاقبة عليها. كما تقول حكمت إنها زيجات لا تساعد على الاستقلالية، بل تكرس الظلم والأذى وتديمه.
وتقول عبابنة إنها حالة تنطوي على مفارقات يصعب استيعابها؛ فكيف يكون بمقدور فتاة عمرها ستة عشر عاما أن تشكو أو تتقدم بطلب الطلاق، وهي غير مؤهلة لذلك، وفي الوقت نفسه تُركت لتكون زوجة وأما؟! وتقول إسراء غرايبة إنها حالة لا تتفق مع تطور الحياة وتعقدها، والحاجة إلى حجم كبير من القدرة والمسؤولية. ويعتبر المعايطة أنها لا تختلف عن جرائم الاعتداء على الأطفال، وهي حالة بشعة ومخجلة.
ويذكر إبراهيم غرايبة قصة حدثت في أستراليا عن فتاة عمرها 14 عاما، تزوجت بموافقتها وموافقة أهلها من رجل عمره 27 عاما، وعُقد القران أمام أحد شيوخ الجالية.
ولكن الشرطة عندما علمت بالقصة اعتقلت الزوج ووالد الزوجة والإمام الشيخ الذي حرر عقد الزواج، وتحفظت الحكومة على الفتاة ووضعتها تحت الرعاية الاجتماعية الحكومية. وقد اعتبر هذا الزواج جريمة، ووجهت تهم للمشاركين فيها تصل عقوبتها في حال الإدانة إلى السجن 25 عاما.
في المقابل، هناك وجهتا نظر تؤيدان الزواج المبكر. الشيخ خالد الخشاشنة يقول إن الفشل في الزواج يقع في جميع الأعمار، وإنه ليس مقتصرا على الزواج المبكر، "ولا أدري بأي معيار يجرم الناس هذا الزواج، فهل يريدون تسهيل جرائم الزنا مثل الغرب؟".
كما يقول أبو مجدي الطعامنة إن بنات هذا الجيل لسن أقل خبرة من الأجيال السابقة، وبخاصة مع انتشار وسائل الإعلام الحديث؛ "فكيف كانت البنات في سن العاشرة، وهن أقل معرفة وخبرة، يدبرن شؤون أسرهن؟".
وهو يدعو إلى عدم القلق من عدم قدرة الصغيرات على تحمل تبعات الحياة الزوجية، فهذا أمر نسبي، و"قد دلت التجارب والمشاهدات الاجتماعية أن اللواتي تزوجن في سن مبكرة كن أنجح بكثير من زواج الكبيرات، وصدق المثل الشعبي الذي يقول: "يا ماخذ الصغار يا غالب التجار".أظنه جدلا مفيدا، يجب أن يتواصل، لأننا لن نحل مشكلاتنا إلا ببناء ثقافة اجتماعية ملائمة.
(الغد)