عمون - استذكرت شخصيات أردنية وعربية وسياسية وأكاديمية مواقف وتضحيات الراحل المشير حابس المجالي في الذكرى الثالثة عشر لوفاته خلال حفل تأبينه الذي أقامته أمانة عمان مساء الثلاثاء الماضي في مركز الحسين الثقافي .
وأكدوا أن الراحل المجالي سطر في كتاب الوطن اروع صور البطولات والتضحيات التي جسدت معاني الانتماء والولاء للوطن والأمة، وكان انموذجاً في البذل والعطاء وقلبه عامراً بالتضحية والإخلاص عبر التاريخ .
وقالوا أن الفقيد ترك خلال حياته ارثا طيبا من السيرة العطرة، محيين قدرته على المضي قدما في سبيل نهضة الوطن من خلال مواقفه الجليلة التي وقفها في سبيل نصرة الحق وإعلائه والذود عن قيم الحق والعدل في هذا الوجود .
وشددوا على أن ذكرى حابس المجالي ستبقى راسخة وعالقة في الوجدان محلقة في ضمائر كل الاردنيين ليستلهموا من سيرته العطرة معاني العز والشموخ .
وقال أمين عمان عقل بلتاجي ان احتفالنا يأتي بذكرى رجل عز نظيره من رجالات الوطن المحبين لوطنهم والطامحين لخدمته، وأن رحل جسداً فانه باقٍ بيننا روحاً وفكرا ومدرسة في الوطنية والاخلاص والانتماء .
وأكد بأن الأمانة تواصل جهودها لانجاز أعمال تأهيل متحف المشير حابس المجالي ليتم افتتاحه تزامنا مع احتفالات المملكة بعيد الجيش والذي يصادف في العاشر من حزيران المقبل، وليبقى متحفا يروي حياة حابس وبطولاته الخالدة في ذكرى الوطن .

من جانبه نقل السفير الفلسطيني في عمان عطالله خيري تحيات القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الى المملكة الاردنية الهاشمية قيادة وحكومة وشعبا بمناسبة الاحتفال بذكرى الشرفاء من ابناء الاردن وبطولاتهم وصمودهم في الدفاع عن اقدس المقدسات واطهرها واشرفها والأمة العربية .
وقال في كلمة له أن المرحوم حابس المجالي سطر اروع صور البطولة والنصر والعز والفخار في ميادين القتال على ارض فلسطين ضد العدو في جميع الحروب التي خاضها الاردن الشقيق دفاعا عن فلسطين منذ عام 1947 ولغاية 1967 .
واستذكر مروان دودين خلال مشاركته في الحفل الذي قدمه الإعلامي رائد الحراسيس، مقتطفات من تاريخ حياة الراحل حابس المجالي الفارس الاصيل والشاعر النبيل، وهو تاريخ مشرف وناصع وموثق في بطون الكتب بجهود الدولة الاردنية وباقلام محبيه من اجيال الكتاب المتعاقبة في اردن المجد والتاريخ والحضارة .
وتحدث النائب محمود المهيدات في كلمته باسم مجلس النواب عن الفقيد، قائلا هكذا هم العظماء الذين ادركوا ان حدود الوطن ترسمها اخر قطرة من دماء الخيل والذين فهموا معنى الحياة فادركوا ان معناها ليس ان يتخذ الانسان لنفسه فيها نفقا يتصل اوله بباب مهده واخره بباب لحده، وانما هي قرع الاسماع واجتذاب الانظار وتحريك اوتار القلوب وتأريث نار الحب في قلوب الاخيار ونار البغض في قلوب الاشرار، هؤلاء اطول الناس اعمارا لانهم يحملون على عواتقهم احجار هياكل الخلود .
واستعرض فرّاس المجالي في كلمته، ولادة ونشأة وحياة الفقيد، لافتا خلالها إلى اهم المقتطفات السياسية والاجتماعية والعسكرية في حياته، مبينا أن الوطنية لديه هي المرتكز الاساسي للبطولة والتضحية في سبيل الدفاع عن الوطن، وقمة وطنيته انه وضع الوطن فوق كل التناقضات والاعتبارات .
وقدمت فرقة بيت الرواد التابعة لأمانة عمان خلال الحفل الذي نظمه ادارة متحف المشير حابس المجالي، وصلات غنائية ادتها الفنانة سلوى العاص وهي من كلمات الفقيد منها "تخسى ياكوبان" ، واغنية "حنا كبار البلد " وأغنية "برجاس يا قاضي الهوا برجاس".

والقت القاضي بزعة المجالي حفيدة الفقيد كلمة شكر باسم العائلة، لكل القائمين على الحفل وكافة الجهات التي حرصت ان تبقي تاريخ رجالات الوطن الشرفاء حاضراً والذين يعجز الزمان عن مسحه من ذاكرة الوطن، ليقف عليه كل اردني مكنون بالوفاء والاخلاص والانتماء لوطنه .
واختتم الحفل بعرض فيلم وثائقي من انتاج شركة ريتا برودكشن، وبعنوان " حابس المجالي ... حكاية البارود والهيل " والذي جسد حياة الفقيد البطولية منذ ولادته حتى وفاته، بشكل دراما توثيقية سجلت اهم الاحداث التي عاشها الفقيد منذ عام 1910 وحتى 2001 .