facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




دائرة الإفتاء .. ومحاربة الفساد


بلال حسن التل
23-04-2014 02:39 AM

إذا كان من حق الإعلامي–كاتبًا أو محررًا أو مندوبًا- ان يسلط الضوء على جوانب القصور والتقصير في أداء مكونات المجتمع المختلفة في القطاعات الرسمية، والأهلية، والخاصة، وعلى الصعيدين الفردي، والمؤسسي، بهدف إصلاح هذا القصور والتقصير، فإن من واجبه أيضًا أن يسلط الضوء على الجوانب المضيئة في هذا الأداء.. هكذا تقول الموضوعية والمهنية، وهكذا هو دور الإعلام في المجتمع.

نقول هذا الكلام بين يدي هذه السيول الجارفة من المواد الإعلامية الناقدة حد التشهير، المتجاهلة حد الظلم، لكل ما هو إيجابي في بلدنا، وكأن كأس الوطن فارغة، رغم انها ليست كذلك، ففيها الكثير من الماء العذب، الذي يروي العطاش، ويسقي شجرة الحياة، لترمي ثمرًا يطيب للآكلين، وهو بالضبط ما تصلح دائرة الإفتاء للتدليل عليه، ففي هذا الزمن الذي يحاول فيها الكثيرون تلطيخ صورة الإسلام، عبر فتاوى شاذة، يستغلها أعداء الإسلام للتدليل على تخلف المسلمين، وانحيازهم للعنف والتطرف، يبرز الدور المميز القائم على الجهد العلمي الموصول لدائرة الإفتاء العام في الأردن. لبيان صحيح الإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان. كدين للحياة لا للموت، دين للحب لا للكراهية، دين للتعاون لا للإقصاء، دين للاعتدال لا للتطرف.
ودائرة الإفتاء وهي تقوم بذلك فإنها تفعله عبر عمل علمي دؤوب، يأخذ بكل أساليب العصر وأدواته، خاصة في مجال تقديم الخدمة إلى الناس، ابتداء من الهاتف الجوال الذي تقدم الدائرة عبره، وبصورة دائمة آلاف الفتاوى، التي تنير بها الطريق لجموع الناس، كما تخطط الدائرة لإدخال الهواتف الذكية لخدمة هذه الجموع من الذين يلجأون إلى الدائرة ثقة بها، وبعدل علمائها، مرورًا بالموقع الإلكتروني المتقدم للدائرة، والذي يقدم خدماته المتطورة ليس للأردنيين فقط، بل لكل المسلمين في كل بقاع الأرض، خاصة وانه يقدم خدماته بأكثر من لغة، مما جعله ملتقىً للكثير من أبناء شعوب الأرض يهتدون بهدى علمائه، ويركنون إلى صحيح فهمهم للإسلام، كما نزل على رسول الله، خاصة وان الأردن من أوائل الدول التي أخذت بمبدأ الفتوى الجماعية، عبر مجلس الإفتاء، الذي يضم كوكبة من مختلف الاختصاصات والمشارب الشرعية. مما يجعل من فتواه محل ثقة، لأنها لا تصدر عن هوى أو عن علم فرد واحد، قد يصيب أو يخطئ.

غير الموقع الالكتروني الذي نال جوائز عديدة محليًا وخارجيًا بسبب تميزه، فإن دائرة الإفتاء تستخدم كل وسائل الإعلام الأخرى، لإيصال صحيح الدين للناس، بعيدًا عن الضجيج وعن التسيّس في آن. وهنا تبرز أهمية الدور الذي تلعبه مؤسسة الإفتاء الرسمية في الأردن، في زمن صارت الجماعات والتنظيمات تستخدم الدين لتحقيق مكاسب فئوية، مستخدمة سلاح الفتوى، لا لجمع الناس على كلمة سواء، بل لتقسيمهم شيعًا وأحزابًا، وإفساد عقولهم ونفوسهم من خلال الفتاوى الشاذة التي يصدرها من لا علم لهم.

غير وسائل الإعلام بشتى أنواعها ومستوياتها، فإن من الأدوات العلمية التي تستخدمها دائرة الإفتاء العام لأداء أدوارها، أداتي الإحصاء، واستطلاعات الرأي مثلما تدرب كوادرها على أساليب البحث العلمي، وتعمل على رفع سويتهم ومخزونهم المعرفي، من خلال إشراكهم بصورة دائمة بالملتقيات، والورش العلمية، وعبر تكليفهم القيام بالدراسات والبحوث، واستخراج المواد العلمية من مصادرها، لوضعها بين يدي المفتين، لتكون فتواهم مبنية على العلم، مستندة إلى الحقيقة الدينية، وهذه من أهم شروط الإفتاء، كما تواضع عليها علماء السلف من أبناء الأمة، في عصور ازدهارها.

ولعل توفر هذه الشروط في أداء دائرة الإفتاء العام في الأردن، ساهم في تعزيز ثقة الناس بها، ليس في الأردن فحسب–حيث تجيب يوميًا على أكثر من ألف مستفتٍ–بل لقد صارت دائرة الإفتاء الأردنية مرجعًا عالميًا يستفتيها الناس من أكثر من 130 دولة، عبر وسائل الاتصال الحديثة.. وبذلك فإن دائرة الإفتاء في الأردن صارت من أهم قنوات نشر المعرفة بصحيح الإسلام باعتداله ووسطيته ورحمته.

ليس المجال مجال استعراض لكل ما تقوم به دائرة الإفتاء العام في الأردن وما تنجزه، فذلك يحتاج إلى صفحات، لكنها محطة أردت ان أقول عبرها: إن في بلدنا أناسًا يعملون وينجزون بصمت. ومن حقهم على الإعلام ان يسلط الضوء على إنجازاتهم، ليزرع الأمل في نفوس الناس، وليعزز الثقة بمؤسسات الوطن.. هذه واحدة.

أما الثانية فهي انه رغم كل محاولات زعزعة ثقة الناس بالمؤسسة الرسمية، فإنها ما زالت محل ثقة الغالبية الساحقة من أبناء بلدنا، بدليل هذا الزخم اليومي في إقبالهم على دائرة الإفتاء العام، رغم سعي جهات عديدة لخطف الإفتاء ومن ثم دور دائرة الإفتاء؛ غير ان الناس في بلدنا يثقون في هذه الدائرة، وصاروا يستفتوها على أدق تفاصيل حياتهم، وأسرار هذه الحياة التي تسهر الدائرة على حمايتها ورعايتها. علمًا بأن عملها يدخل في أدق تفاصيل الحياة اليومية للإنسان، وهذا الإقبال من المواطنين على الأخذ برأي دائرة الإفتاء العام وفتاويها، يدل على ان الخير ما زال في هذه الأمة، وانه رغم كل الذي نراه ، فإن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا، تسعى إلى مرضاة الله عبر الإلتزام بأحكام شريعته، التي تبحث عنها في دائرة الإفتاء العام التي تلعب دورًا مميزاً في التخفيف من منابع الفساد الاجتماعي والمالي، بالممارسة العلمية، وليس بشقشقة الألسن، فتحية لمن يحارب الفساد بالعمل وبالتربية، وفي طليعتهم دائرة الإفتاء العام.
(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :