إن رؤية جلالة الملك المفدى حفظه الله ؛ تمثل جوهر الحكم وسداد الرأي ، وهي الفيصل لما يدور من اجتهادات ونقاشات . فتوجيهاته السامية هي البلسم الشافي وبرد اليقين والطريق القويم التي تبدد الحيرة وتفتح أبواب الأمل وصدق العزيمة.
فقيادتنا الحكيمة وبشرعيتها التاريخية والدينية تعمل من اجل رفعة الأردن وازدهاره وتوفير العيش الكريم لأبنائه، والسير بالوطن نحو مدارج التقدم والرخاء ؛ وهي الأمينة والمؤتمنة على مصالح الأمة فيما تختار وفيما تدع ؛ تشرع باب الحوار والمناقشة وتستمع لطرح الأفكار في الشؤون العامة ؛ انطلاقا من نهجها للديمقراطية فكرا وممارسة ، وما تمثله من قيم ومبادئ في احترام الآراء والاجتهادات ، ولكن مسؤولية الأمانة تستوجب اتخاذ القرار الوطني الأنسب والأمثل فيما لديها من بعد نظر قد يصعب على العديد إدراك كنهه واستيعاب مراميه.
وصفوة القول، في هذا الخصوص ، أن اللامركزية من منظور إداري تعني قيام الحكومة بنقل صلاحيتها في شؤون التخطيط وإدارة الموارد وتخصيصها من المركز إلى الإدارات المحلية في المحافظات . وبمعنى أوضح فإنها أسلوب من أساليب توزيع الوظيفة الإدارية بين الحكومة المركزية وبين هيئات محلية منتخبة ومؤسسات مرفقيه معينة أو مزيج منهما. وفي جميع الحالات تحتفظ الحكومة المركزية بحق الرقابة والمراجعة والتوجيه ولكن العنصر الرئيس للامركزية هو عنصر مشاركة المواطنين في النطاق المكاني للمحافظة،؛ حيث تنطلق فكرة وفلسفة النظام اللامركزي أصلا من أهمية
مشاركة المواطنين في المسائل الخدماتية والإدارية التنموية المختلفة ؛ ومن مقولة أن العنصر الديمقراطي في هذا النظام يقود إلى الفعالية والكفاءة الضرورية لإدارة الدولة بشكل عام.
وأخيرا نقول ؛ بان المشاركة هي المدخل الطبيعي لتحقيق قيم ومبادئ اللامركزية ؛ فكلما تم تعزيزها كلما بانت الاحتياجات وارتقت الخدمات وتحققت المنجزات على مستوى المحافظات ضمن إطار مجتمعي متميز ؛ فيقرر بنفسه شق الشوارع وبناء الحدائق والأسواق والمدارس والمراكز الصحية والحفاظ على نظافة البيئة وجمال وتعمير المنطقة. ولذلك فان ترسيخ مفهوم اللامركزية على مستوى المحافظة يؤدي إلى تعزيز المواطنة وتعظيم الولاء والانتماء للقيادة الحكيمة التي بتوجيهاتها نسترشد وبدعمها الكبير نستنير؛ لنمضي معا على خطى التقدم والازدهار لبناء الأردن
الأنموذج الذي نحلم دوما به ، ونسعد في العيش في أحضانه أعزة كرماء تظللنا الراية الهاشمية الخفاقة بأهداب العز والسؤدد والمنعة.
Malek_kh71@yahoo.com