داودية يكتب : المقايضة نعم، الفدية نعم ، العمل العسكري لا !!
20-04-2014 09:11 PM
المقايضة نعم، الفدية نعم ، العمل العسكري لا !!
المزيد من الزمن على الإختطاف مؤشر ايجابي !!
عمون - بقلم: محمد داودية - تطرح جريمة اختطاف سفيرنا الهمام الصديق و الزميل فواز قاسم العيطان لدى ليبيا امامنا العديد من الاشارات و الشواخص و الاستنتاجات.
1- قال لي السيد ناصر جودة وزير الخارجية في مكالمة اجريتها معه مساء يوم15/4/2014 من منزل الشيخ نواف قاسم العيطان في رحاب بني حسن (اعلمته ان السبيكر مفتوح): ان السفير فواز اخذ مهمة السفارة فورا عندما كلفته بها و بدون تردد او استفسار.
2- قال لي صديقي السفير الليبي صلاح الدين البيشاري الموجود في ليبيا في مكالمة (على السبيكر) اجريتها معه من منزل الشيخ نواف العيطان في نفس التوقيت المشار اليه اعلاه ان السفير فواز العيطان هو الشغل الشاغل ليس لكل الحكم الليبي فحسب بل لكل شرفاء ليبيا و ان السفير فواز لن يتعرض لأي اذى و سيتم الافراج عنه سالما معافى.
3- قلت في مقابلة لتلفزيون النبأ الليبي في التوقيت اعلاه ان اختطاف سفيرنا لدى ليبيا سيضرب بقوة صورة ليبيا لدى الاخرين و سينجم عنه انسحاب الكثير من البعثات الدبلوماسية من ليبيا او تخفيضها الى ادنى حد.
4- قلت لموقع (سي إن إن) عربي صباح اليوم (الاحد 20/4) ان من المؤشرات الايجابية التي تدعونا الى الاطمئنان الى سلامة سفيرنا هي ان من اختطف سفيرنا العيطان لا ينوي اغتياله، فالخاطفون الذين اطلقوا النار على السائق المغربي (لتعطيله و ليس لقتله) كان بامكانهم ان يطلقوا النار في مقتل على السفير و السائق.
5- و أضفت لموقع (سي إن إن) العربي ان مرور عدة ايام على عدم تسريب اية اخبار من الجهة الخاطفة و عدم الاعلان عن هويتها السياسية - ان وجدت- يقع في خانة الايجابيات و ليس خانة السلبيات، فالخاطفون سيتبعون قواعد التمويه الصارمة التي تحول دون امكانية (التتبع) و المداهمة و الاغتيال حتى. و الخاطفون ايضا يحتاجون الى وقت السبات هذا للاتصال بجهة موثوقة محايدة تحمل شروطهم و مطالبهم الى الجهات الاردنية و الليبية.
6- فور عملية الاغتيال طلب الاردن من الجهات المختصة الليبية تعزيز الحماية على السفارة الاردنية دون جدوى.
7- معلوم و واضح للجميع ان ليبيا اليوم هي دولة ميليشيات و عصابات غير آمنة لكل الدبلوماسيين (خطف و سحل السفير الامريكي و خطف مصريين و تونسيين ..) و التجار و السواح و الزوار و العمال و المعلمين و الاطباء و الممرضين و لكل الليبيين و تعجز الحكومة المؤقتة عن السيطرة على المسلحين الذين يمضون على نهج السفاح القذافي، و قد بلغ الانفلات حد ان الزعران العصابات و الميليشيات المسلحة اختطفت علي زيدان رئيس الوزراء الليبي الاسبق لعدة ساعات.
8- رفض رئيس الوزراء الليبي المؤقت عبد الله الثني تكليف المؤتمر الوطني له بتشكيل حكومة جديدة، مبررا قراره بتعرضه وعائلته لاعتداء غادر. وقال انه لا يقبل ان يكون سببا في الاقتتال بين الليبيين بسبب هذا المنصب"، لأن الاعتداء الذي تعرض له قد روع الآمنين في منطقة سكنية و عرض حياة بعضهم للخطر.
9- اذا كان رؤساء الوزارات الليبيون ناهيك عن الوزراء، و اذا كان السفير الامريكي ناهيك عن الدبلوماسيين، غير آمنين في ليبيا، فكيف يمكن ان يكون سفيرنا و اي دبلوماسي اخر، امنا في ليبيا و نحن كنا و ما زلنا على صراع كسر عظم مع الارهاب بكل راياته.
10- هل كان من الحصافة و الحكمة ان نرسل سفيرا الى التهلكة في ليبيا !! وهل من الحصافة و الحكمة ان لا نسحب البعثة الاردنية من ليبيا !! الى ان يستقر الامن و يستتب و هو - و الاستقرار وفق المعطيات الحالية - قد يحتاج الى سنوات !!
11- يدعو عدد من فرسان الكلام و الشاشات و الميكروفونات الى عدم الاستجابة الى مطالب الخاطفين – ان صحت - مقايضة سجينهم لدينا محمد الدرسي بالسفير فواز العيطان باعتبار ان الاردن لا يخضع للابتزاز و ان هذه المقايضة تمس السيادة و الهيبة الاردنيتين و تشجع الارهابيين على معاودة اختطاف سفراء و دبلوماسيين و غيرهم من الاردنيين !!
ان عملية خطف السفير فواز العيطان تحديدا، تعتبر مساسا بالهيبة و السيادة الاردنيتين و تفضح هشاشة اتخاذ قرارات كبيرة بحجم ارسال سفير الى بلد يختطف فيه رؤساء الوزارات دون ضمانات امنية كافية و كاملة.
ان الارهابيين سيظلون على الدوام يبحثون عن الاهداف الاردنية السهلة الرخوة لتفجيرها او خطفها و ان الذي يحول دون خطف السفراء و الدبلوماسيين ليس تصلبنا في وجه الابتزاز بل هو استحالة تحقيق عملية الاختطاف لمتانة بنيتنا الامنية التي نشهد و نقر لها بفضل كبير لقدرتها على رصد الاخطار و تفاديها.
12- اعرف السفير الزميل و الصديق فواز العيطان- نشأنا معا في المفرق و عملنا معا في اثينا 2005-2006 – فهو يتمتع بحس امني عال و هو مزود بالمهارات الكافية لتحقيق امنه الشخصي، كل هذا في ظروف خطر ليست كالتي في ليبيا، حيث يتمكن الارهابيون بسهولة من تمزيق السفير الامريكي و سحله في الشوارع و اعتقال رئيس وزراء و ارعاب رئيس مكلف و ارغامه على الاعتذار عن تشكيل الحكومة.
13- ليس سرا الكشف عن ان اخانا السفير فواز- ابو ثامر يعاني من القلب و السكري و انه بحاجة الى اجواء صحية خالية من الضغط و القلق و الاحتجاز و التعتيم و النقل المباغت السريع المتكرر من ملجأ احتجاز الى آخر باستمرار.
14- صلابة السفير فواز العيطان هي محل اطمئناننا الكامل الى انه سيظل في اعتقاله - غير المعلوم امده- كما هو في سلوكه الدائم رجلا شجاعا صلبا مقداما لا يفيد معه التهديد في انتزاع مقابلة تلفزيونية او تصريح سلبي ضد بلده و نظامه السياسي او لصالح فئة سياسية او ميليشياوية.
15- ان مقايضة سفيرنا بسجين ليبي او حتى دفع فدية للخاطفين يجدر ان لا تكون موضع جدل و فتاوى و تجاذب بين اطراف القرار الاردني فحياة سفيرنا الثمينة في قبضة خارجين على القانون لا نعرف لهم وجها من قفا و لا نعرف لهم وكرا او جحرا.
16- يجدر اسقاط خيار اللجوء الى القوة لتحرير سفيرنا اسقاطا كليا لإنطواء هذا الخيار على مخاطر جسيمة على حياة سفيرنا و جنودنا و لتوفر الخيارات الاسلم التي نثق انها ستظل ذات الاولوية المطلقة.
17- سيخرج سفيرنا و ابننا فواز قاسم العيطان بمشيئة الله و عونه من محنته الشديدة و ابتلائه القاسي و مكابدته العنيفة و سيعود سالما الى اسرته و الى وطنه و الى سفارة اخرى و سيحظى بتكريم و حفاوة لدى بني حسن قبيلته العزيزة و لدى كل ابناء الاردن من شماله الى جنوبه و من باديته الى مخيماته ان احسنا مقاربة ازمته التي اثق ان مقاربتها تتم بمنتهى الحصافة و الحكمة و الاحتراف.