اكثر ما يعجبني في بلدي ان استطلاعات الرأي العام تشير دائما الى ان المسؤول «قدها وقدود» .. بينما الواقع يشير الى عكس ذلك !!
اثناء حكومة الفايز اشارت استطلاعات الرأي العام الى ارتفاع نسبة التفاؤل بنجاح الحكومة، حيث اعتقد 65 % من العينة ان الحكومة قادرة على زيادة الاستثمار الخارجي .. علما انه وبعد مغادرة حكومة الفايز الدوار الرابع لم نجد وراءها ولو مصنع «فرشات» !!.. واثناء حكومة بدران اشار استطلاع للرأي العام الى ان 62 % يتوقعون قدرة الحكومة على تحمل اعباء المسؤولية في المرحلة المقبلة.. علما ان الرئيس بدران بعد اشهر قليلة من الاستطلاع كان اخر شخص في الاردن يعلم عن تفجيرات عمان، حيث تفاجأ بالخبر اثناء مشاهدته قناة الجزيرة بالصدفة، لذلك 62 % الذين توقعوا قدرة الحكومة على القيام باعباء المسؤولية أشوف فيهم يوم !!
اما البخيت فقد توقع 72 % من العينة الوطنية عند تشكيلها ان الرئيس قادر على تحمل مسؤولياته، و 66 % من العينة الوطنية توقعوا ان ينجح الفريق الوزاري في تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة.. علما ان الفريق الوزاري لحكومة البخيت واثناء التحقيق معهم في قضية «الكازينو» اعترفوا جميعا انهم وقعوا ولا يعلمون على ماذا وقعوا.. وهنا نسأل 66 % الذين توقعوا ان حكومة البخيت قادرة على تحمل المسؤوليات من أي مكان يتوقعون ؟!!
اللافت للنظر ان 84 % من قادة الرأي العام توقعوا ان الرئيس نادر الذهبي قادر على تحمل مسؤوليات منصبه في سابقة لم يحصل عليها أي رئيس وزراء من قبل.. ويكفي ان نشير هنا الى ان شقيق الرئيس في ذلك الوقت كان مديرا للمخابرات العامة ولا نعلم حقيقة عن مصير 16 % الذين لم يتوقعوا قدرة الرئيس على تحمل مسؤولياته ان كانوا في مناصبهم ام في بيوتهم ام ضيوف اعزاء في بيت خالتهم !!
في اللحظة التي كان يتوقع فيها 73 % من قادة الرأي العام قدرة الرئيس سمير الرفاعي على تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة.. كان الرفاعي وافراد حكومته في طريقهم الى قصر رغدان لتقديم استقالتهم !!
عاد البخيت مرة اخرى ورغم خازوق «الكازينو» الشهير.. الا ان 58 % من قادة الرأي لاتزال لديهم قناعة تامة ان الرئيس قادر على تحمل مسؤولياته ولا ندري ان كان 58 % من المواليد الجدد ام من السحيجة الجدد !!
وحين افاد استطلاع الرأي ان 69 % من مستجيبي العينة الوطنية ان رئيس الحكومة عون الخصاونة كان قادرا على تحمل مسؤوليات المرحلة المقبلة.. كان الرئيس في تلك اللحظات يعاني من عدم قدرته على تحمل المسؤولية لعدم تحقق مبدأ الولاية العامة.. فاذا كان الرئيس نفسه يقول لكم: انا مش قادر.. و69 % يقولون انه قادر.. فهل نصدقكم ام نصدق الرئيس نفسه ؟!!. وحين كانت تشير استطلاعات الرأي الى انخفاض ملمـــــوس و 49 % فقط من الاردنيين يعتقدون ان حكومة فايز الطراونة قادرة على تحمل المسؤوليات في المرحلة المقبلة أي ان الرقم ومقارنة مع الحكومات السابقة يشير الى عدم الثقة.. الا ان الطراونة عاد الان ليقود المرحلة المقبلة بكل مسؤولية!!
اما بالنسبة لاخر «صرعة» فقد اظهر استطلاع للرأي العام اعلنت نتائجه قبل عدة ايام ارتفاع ثقة المواطن بحكومة الدكتور عبدالله النسور.. ومن حقها ان ترتفع فمن يرفع الغاز والمحروقات والكهرباء والجوازات لن يكون عاجزا بكل تأكيد عن رفع نتائج «استطلاع» !!
(العرب اليوم)