رحلة الى سانتا ندير الاسبانية ..
د. صبري ربيحات
19-04-2014 09:33 PM
في صيف عام 2000 تمت دعوتي بصحبة شخصيتين استراتيجيتين الى لقاء فكري في اقصى شمال اسبانيا وتحديدا في بلدة سانتا ندير الاسبانية المطلة على المحيط الاطلسي
كان الترتيب ان نتحدث ثلاثتنا عن موضوعات المجتمع المدني... والاعلام في الاردن... اضافة الى المرأة في الثقافة العربية والمجتمع العربي.....
تحدث الز ميل الدكتور مصطفى الحمارنه عن المجتمع المدني الذي انشغل في دراسته لسنوات تارة الى جانب هاني الحوراني ومركزه الاردن الجديد....ز وتارة مع مراكز غربية ابدت اهتماما مبكرا في تطور المجتمع المدني في بلادنا....الزميل ايمن الصفدي الذي كان قد غادر عمله السابق في مجلس الحسن بن طلال والذي عمل في الاعلام الاردني لسنوات تحدث عن الاعلام والتغير والدمقرطة واشياء اخرى....
اما انا فقد كان لي ان اتحدث عن المراة في المجتمع العربي والثقافة العربية ...حضر الاجتماع بعض الخورة ...والباحث اللبناني فواز جرجس الذي اخذ شهرة عالمية كاحد الذين تخصصوا في الحالة اللبنانية والاسلام السياسي وكل القضايا التي تشكل وقودا للبرامج الحوارية التلفزيونية التي اصبح الدكتور فواز لا يغيب عن اي منها.
بعد ان قضينا ثلاثة ايام في سانتاندير تجولنا في البلدة وضحكنا كثيرا وشاهدنا مستوى من نظافة الشواطىء والشوارع تشعرك بان المدينة متحف مفتوح وان الناس فيها يتحركون ضمن مسارات فيها من الدقة والتنظيم ما ياسر اللب ويدعوك لتامل الحركة والنظافة والجمال.
التذكرة التي تسلفت ثمنها بكفالة ايمن الصفدي والتي احضرها لنا الاستاذ ايمن دون ان ندفع مقدما على ان نسدد المبلغ عند عودتنا ارغمتنا على التقيد بجدول الرحلة..فعدت انا ورئيس الدراسات الاستراتيجية على متن طائرة صغيرة اخذ يهزها الريح والمطبات مدخلة الرعب في نفوسنا وبدت لنا وكأنها الرحلة الاخيرة....استدرت باتجاه صديقنا ابو اصطيف وقلت لة ممازحا بان الدولة الاردنية ستخلص منك اليوم دون اي جهد وسيتبادل خصومك في مؤسسات صناعة القرار التهاني على الخلاص منك....
وقد اعجبني السناريو واسترسلت في تصوير كيف سيتصل الطراونة الذي كان رئيسا للديوان بالروابدة الذي كان رئيسا للوزراء ويبلغه الخبر"خبر سقوط الطائرة الاسبانية" وكيف ستكون الفرحة على وجوههم.....واستطردت في رسم ملامح العزاء والاسى الذي سيعيشه الوالد بطرس الحمارنة .....وموقف مازن والمعزين....ولمن سيذهب صندوق السيجار الذي يحتفظ به مصطفى في شقته وتتوجه عيوننا له في كل مرة من المرات التي يدعونا ابو اصطيف للكبسة التي ياخذنا في رحلة توصيف حقول الارز التي انبتت الرز الذي سناكله واعلاف الدجاجة التي اختلطت بحبات البسمتي التي يتقن مصطفى اعدادها والبهارات الهندية والبنغالية والبصل الذي طالما اخذ منه الهدايا لاصحابة المهمين.
بالرغم من اشتداد المطبات الهوائية التي جعلت جسم الطائرة الصغير يبدو مثل بيضة الخداج التي لم يشتد قوامها لتحافظ على محتواها .... الا ان السناريو شد مصطفى وانساني معاناة الموت المحتمل لنجد نفسنا بعد دقائق نهبط في مطار مدريد التي الفها مصطفى جيدا كيف لا وقد امضى سنوات تعليمه الاولى فيها وتعرف على زوجته الامريكية فيها وشارك في مظاهرات الماركسيين في شوارعها.
اخذنا جولة واسعة في شوارع مدريد وتذوقنا كل الاطعمة من الجدي المشوي في مطعم الطاحونة.. الى الخامون المدخن.... والاويستر الذي يقدم الاسبان منه كميات مهولة لرواد مطاعمهم.... وغيرها من الاطباق الاسبانية ....وتحدثنا عن الفن الاسباني ونحن ننتظر عودة ايمن الذي انشق عنا ليزور برشلونه ويلتقي بنا في اليوم التالي....الخبر الذي سمعته وا دخلنا في حسبة عقلية كان حول كيفية تاثير الموقع المهم الجديد الذي اسند لايمن في غيابنا على كفالة التذكرة التي قدمها لنا مكتبه الجديد. سعدت عندما عاد ايمن في اليوم التالي ليخبرنا بان التذكرة ستكون حفار دفار حلوانا للموقع.
على الرغم من مرور خمسة عشر عاما على هذه الحادثة لا ادري لماذا خطرت هذه الاحداث ببالي هذا اليوم .....هل لان اللاعبين هم نفس اللاعبين في الديوان وصناعة القرار؟
ام ان القضايا هي نفس القضايا؟....ام لان هناك اشياء تغيرت؟
الامر محير للغاية؟...............................الاشياء الاجمل لم تاتي بعد؟