عمون - الشيخ نمر سلفيتي، إمام مسجد أم الغنم في مرج ابن عامر، قرية فلسطينية داخل أراضي 48 مسكون بهاجس الأقصى ويواظب على التواصل معه دوما. بالأمس رفع سقف التواصل بعدما بلغ القدس المحتلة وشدّ الرحال إليها برفقة خمسة أشخاص من بينهم نجليه سيرا على الأقدام من منزله طيلة 3 أيام متتالية.
وكان الشيخ سلفيتي قد انطلق من قريته أم الغنم الثلاثاء، قاصدا المسجد الأقصى المبارك تعبيرا عن حبه الكبير لأولى القبلتين، ثاني المسجدين وثالث الحرمين. ويقول الشيخ نمر سلفيتي لـ ‘القدس العربي’ إن الطريق من الجليل إلى القدس كانت شاقة جدا وإنه تكبد عناء التعب والإرهاق في هذه الأيام الحارة، لكن النهاية سعيدة ومذاقها حلو.
السلفيتي(51) عاما، والذي يقوم بهذه الرحلة للسنة الرابعة على التوالي، أصبحت بالنسبة له تقليدا روحانيا يربطه بالأقصى المبارك، يشير إلى أن كل إنسان يملك وسيلة يعبر فيها عن حبه وانتمائه للقدس والأقصى لافتا إلى رغبته بالبحث عمّا هم مبتكر.
وكنا قد تحدثنا الى الشيخ نمر سلفيتي أمس حين كان قد وصل إلى أسوار القدس التاريخية وهو يبحث عن طريق الدخول إلى الأقصى فقال ‘ربما لن تسمح لنا السلطات الإسرائيلية بدخول الأقصى بعد مشقة دامت ثلاثة أيام، فهم لا يسمحون لمن لم يتجاوز الخمسين بالدخول حسب قوانينهم’.
فضلا عن كونه شيخا وإمام مسجد، فالسلفيتي أيضا مدرب تنمية بشرية، وهو يدرب الشباب والمجموعات كيف يضعون أمامهم أهدافا ويبلغونها مذللين كل العقبات بمواجهتها، ولذا يقول إن سفره هذا يشكل مثالا حيا طبقه هو على نفسه. يذكر أن الشيخ نمر سلفيتي قطع خلال سفره هذا مسافة تقدر بالسيارة بنحو 170 كيلومترا، مشيا على الأقدام، وقد بات والمجموعة المرافقة ليلتهم الأولى في منزل عائلة استضافتهم في مرج الغزال في منطقة الأغوار الفلسطينية أما الليلة الثانية فكانت في أريحا، وفي اليوم التالي (أمس) وصلوا القدس.
وقال إنهم تعرضوا للسخرية من بعض رجال شرطة الإحتلال الذين استوقفوهم لفحص بطاقات هوياتهم أو على الحواجز. ومن بين المتاعب التي واجهتهم أيضا إصابتهم بكلوم في الأرجل من كثرة المشي، وقد عالجوا أنفسهم بوسائل الإسعافات الأولية التي في حوزتهم. أما العودة فقال إنه في حال الدخول إلى الأقصى يكون قد أدى الرسالة والمهمة التي جاء من أجلها، وعندها تكون العودة الى البيت والأسرة في أسرع وقت ممكن هي الهدف والغاية.


القدس العربي