مروان المعشر, الصحوة الثانية واحلام العودة .. * ايهاب الدهيسات
18-04-2014 02:04 AM
ليس ثمة شيء اسمه المصادفة, حتى الاسئلة التي تلقاها المعشر بعد الاعلان عن كتابه الصحوة الثانية كانت معدة مسبقا, فكان السؤال الأول يهدف لاظهار النظام كخصم سياسي وعدوا للاصلاح, فقد كان السؤال السخيف ( هل يسمع لمروان المعشر بتأسيس حزب !!).
نظرة تصفح للنخب التي أمت منتدى شومان الثقافي تجعل كل شيء واضح, لم يهدفوا لترويج كتاب الصحوة الثانية للمعشر وانما عرضوا انفسهم كنفايات سياسية قابلة للتدوير, وربما ارادوا اثبات الولاء والطاعة لبطل وثائق ويكيليكس مروان المعشر, البعض منهم يثير الشفقة كرئيس وزراء سابق , وفيما كانت وزيرة سابقة تربط يديها بحزم وتترقب البحث عن المناصب, كان رئيس مجلس الاعيان الاسبق يثير الفضول بالسؤال ( ما الذي يفعله رجل في هذا السيرك المتأمرك جدا ؟ ) .
بالتأكيد لم يكن الهدف ترويج الكتاب, فهو باللغة الانجليزية وبلغ سعره 20 دينار, وذلك يعني أن الكتاب يخاطب فئة من الاردنيين من رواد جهات بعينها, ويحمل خارطة طريق عما يجب اتباعه في المرحلة القادمة من مشروع الفوضى الخلاقة, الفوضى التي يسميها مروان "الصحوة" والتي أودت بحياة 150 الف في سورية وحدها.
شكل المعشر بحضوره حالة من الترقب السياسي طال انتظارها, فهو بالنسبة لاتباعه شبيه بالمهدي المنتظر, وقد طلب منهم التركيز على مواضيع بعينها - غياب التعددية والانظمة العسكرية والحكومات المخابراتية – لما لهذه الافتراءات من أثر كبير بقطع الدعم عن الاردن مبشرا اياهم بارتفاع الدين العام للمملكة الى 80%, ومزيد من التقارير الكاذبة ستؤدي لتفاقم الدين والاستسلام لحكومة ليبرالية تحت مسمى البديل الثالث .
حديث المعشر عن استغلال الاردن لقضية فلسطين بتأخير خطوات الاصلاح على حد قوله, واظهاره للدور الذي قام به بتمهيد ومباركة حكم الاخوان في مصر والصراحة المفرطة بالاعلان عن وصايته على السياسة الخارجية للولايات المتحده تجاه الشرق الاوسط يجعل من احلام الليبراليين بالعودة أشبه بعملية ابتزاز, وهي عودة مستحيلة حتى لو تضاعف جهد العملاء بكتابة التقارير الكاذبة وحتى لو وصل الدين العام الى 100%.