عمان ...ليست ورشة بناء....وليست حاكورة منزل....عمان هي المادة 3 من الدستور"مدينة عمان عاصمة المملكة ويجوز نقلها الى مكان اخر بقانون خاص".
اشتهرت عمان بدواويرها والتي كانت تتوالد مثل الابناء في كل عشرة اعوام يلد دوارا. ليحكي قصة نمو المدينة ويفصح عن هوية اغنيائها الجدد لذلك العقد...
.في الثلاثينيات وفي اعقاب الهزة الارضيه التي ضربت وسط عمان في نهاية العشرينيات خرج الميسورون من وسط البلدة نحو الجبال المطلة على سيلها ومدرجها وجامعها واسواقها العتيقة.....فنشأ الدوار الاول ليتوسط بيوتاتهم الجميلة و ليعلن عن هوية الطبقة الاغنى والاكثر نفوذا من التجار والحكام والاطباء والعسكر.. كان قصر منكو....وعصفور...والبلبيسي وغيرهم من المعالم الاولى للمدينة التي حرص اهلها المحبين ان تطل حدائق قصورهم الجديدة على البيوت القديمة التي شيدت في سفوح الاشرفية والجوفة والمصدار والطلياني والقلعة...بعيدا عن المركز الاخر للمدينه الذي كان يتشكل الى الشرق في منطقة المحطة.
في الاربعينيات ومع ازدياد اعداد المستفيدين من نظام الكوتات التجارية التي كان الانجليز يمنحونها لا صدقائهم من النخبة العمانية بدات المدينة تمتد غربا نحوالدوار الثاني متجاوزة مبنى البرلمان وبيوت المشاورين ورؤساء الحكومات واصحاب المحال التجارية الكبرى والاطباء والقضاة واعضاء المجالس التشريعية فظهرت بيوت الحزام الثاني من الاثرياء الجدد من الاصول الشامية واصحاب الاراضي من الشراكس والاطباء والمحامين الذين عادوا لتوهم من الجامعات العربية في القاهرة ودمشق وبغداد,
بعد ذلك توالت دواوير عمان الثالث والرابع والخامس والسادس والسابع لتتوقف عند الثامن الذي اعلن نهاية حدود المدينة وتداخلها مع بيادر وادي السير ....التي سألها عرار حول الضبية السمراء......
مع كل اسف تتعرض عمان اليوم الى تعد على شخصيتها وخصوصيتها. المدينة التي نشأت مثل فصول الرواية.....وتحدثت مبانيها وطرقها عن تاريخها بصمت وكبرياء....فقدت في الاسبوع الماضي احد دواويرها....الذي شكل معلما ....على الرغم من انه دوار فقط الا انه كان مثل المتحف....ومثل النصب.....ومثل شهادة الميلاد.......قبل سنوات كتب احد المحررين الاجانب عنوانا في مجلته واصفا دعوتي لانشاء ساحات الحريه the city of circle is getting the first square"
المدينة لها هوية ينبغي ان لا تفقدها لاي اعتبار....لا اظن ان الامين الذي يسعى الى تطوير المدينة يقصد ان يفقدها هويتها....الامانة تحتاج الى مجلس يحرص على هويتها ولا يفكر فيها على انها مخطط بناؤء يمكن التعديل به حسب ذوق المالك ....هوية عمان ليست ملكا للامين ولا للمجلس....انها لعمان ....وللتاريخ...ولنا جميعا.....الدواوير التي يجري التعدي عليها وهدمها عبث في هوية المدينة التي عرفت بدواويرها.....سنسقط من قواميسنا جميعا
اسم اعتدنا ان نستخدمه يوميا اكثر من اسمائنا انه " الدوار السابع". نأمل ان لا ياتي اليوم الذي يستسيغ فيه امين مدينتنا فكرة ازالة الدواوير ومسح ذاكرتنا عن البلد التي كبرنا وكبرت معنا,,,,,,,
مدينة الجمر والجاه........والحنا على حنا..........تفقد تواصلها الانسيابي الحر مع ظبيات وادي السير لتتوقف على اشارات البلتاجي.