الحكومة وملف السفير .. عمر هلسة
17-04-2014 04:29 AM
أُختطف السفير الأردني في ليبيا على يد مسلحين مجهولين يوم الثلاثاء.
الأخبار والتصريحات من طرابلس لا تطمئن أحد والوضع الليبي الداخلي يعاني أزمات عديدة والمقلق هناك عدم سيطرة أجهزة الدولة على أجزاء جغرافية عديده من البلاد. قبل أقل من عام تم قتل السفير الأمريكي في ليبيا وتحملت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون المسؤولية كاملة عن مقتله ولكنها قدمت للكونغرس الأمريكي سببا مقنعا جعل معاقبة ليبيا على الحادثة لا معنى له واستقالتها أيضاً لا معنى لها، خلصت كلينتون في وقتها أن ما حدث للسفير في ليبيا هو نتاج تخبط القيادات هناك وافتقادهم لأسس ومهارات القيادة التي تؤهلهم للسير قدما في ملفات الدولة وعلى رأسها الملف الأمني ووصفت القيادة هناك "بالقيادة الغير ناضجة".
اختطاف السفير الأردني في ليبيا هو استمرار لوجود العجز في الملف الأمني هناك وهو دليل على استمرار التخبط في القيادة وعدم النضج ولربما نجد دوافع عديدة ومسوغات تبرر قتل السفير الأمريكي في ليبيا من قبل المليشيات المسلحة لكن وعلى النقيض كان من الأولى تكريم سفيرنا هناك تقديرا للموقف الإنساني الأردني بتعامله مع ملف الجرحى وغير الجرحى الليبيين.
ضياع الفرصة في عودة السفير العيطان الى الأردن سالما سيشكل إحراجا للنظام الليبي وسينجح الفاعلون بإسقاط الحكومة الجديدة هناك دوليا بالتزامن مع الكم الهائل من الملفات الداخلية الصعبة التي تواجهها فالصراع بين بنغازي وطرابلس في أوجه اليوم وتم احتلال وإغلاق مطار طرابلس أكثر من مره خلال الأسابيع الماضية وانفلات الأمن أدى لاستباحة أرواح الأبرياء. ضياع الفرصة لا قدر الله سيحرج الحكومة الأردنية أيضاً وسيشكل منعطف في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ورد الفعل الأردني سيتشابه كثيراً مع نظيره الأمريكي والنتيجة هي ضياع الحقوق في ظل ما تشهده الساحة الليبية من مفاجئات.
د.عمر عطا الهلسة