اغلاق الحدود ووقف تجارة النزوح اصبح واجبا
د.بكر خازر المجالي
17-04-2014 02:29 AM
قصف الطائرات الاردنية للمتسللين ولاول مرة ذو ابعاد معنوية وسيادية ، لدينا وظيفة جديدة هي وظيفة نازح براتب وخدمات مجانية كاملة وهذا ما يشجع النزوح المستمر ...
قدر الاردن ان يستقبل موجات النزوح المختلفة ،فاصبح الاردن بيتا للنازحين والباحثين عن الامن ، فقد استقبل الاردن موجتين للنزوح الفلسطيني عامي 48 و 67 ، واستقبل موجات من النزوح اللبناني على مدى 15 عاما من عام 1975 والى 1990 ، واكثر من موجة نزوح من العراق ، والان يستقبل باستمرار وفي كل يوم افواجا من النازحين السوريين ، ووصل العدد او تجاوز 600 الف لاجئ، ولكن مسألة النزوح السوري تختلف عن حالات النزوح السابقة التي جميعها لها ما يبررها ، ولكن في الحالة السورية فان النزوح قد كان مبررا في البداية حين كانت العمليات شاملة لكل الارض السورية ، ولكن منذ تسعة اشهر تقريبا اصبحت العمليات في مناطق محدودة وهي اشبه ما تكون بحرب بين قوات النظام والمعارضين على اختلافهم.
وحين نبحث هذه المسألة من البعد الاردني نجد ان الاردن هو المضيف الاكبر ، وهو المتضررالاكبر ، وهو المضياف الاول وقد تحولت معسكرات النازحين الى مدن متكاملة واصبح النازح لدينا موظفا من لحظة دخوله حدودنا يتقاضى راتبا شهريا ومخصصات وكوبونات ودفع اجرة منازل بعضهم مع العلاج الكامل والمياه والكهرباء المجانية عدا عن تكاليف الحراسة والامن الباهظة التكاليف وتقديم وجبات الطعام اليومية .
ولكن الامر الذي اصبحنا نعرفه ان تطورت تجارة جديدة داخل الارض السورية وهي تجارة ناقل النازحين والدليل الذي يقودهم الى نقاط المعابر على الحدود الاردنية ، وقد ازدهرت هذه التجارة ويتقاضى العاملون فيها اجورا باهظة مع تنفيعات للذين يسهلون هذه المهمة في الجانب السوري ، وهذا سبب في ازدياد عدد اللاجئين الذين يأتون من اجل الراتب والمخصصات والايواء والعلاج ، ولكن هناك اسباب اخرى غير قانونية تدفع ببعضهم للنزوح.
وهنا يأتي التفكير الجدي في هذا الموقف ، وهل سيستمر الاردن باستقبال اللاجئين الذين في الحقيقة لا تتجاوز نسبة اللاجئين الحقيقيين بينهم اكثر من 30% . وهل ستستمر المعاناة على طول الحدود الاردنية السورية في مواجهة عمليات التهريب خاصة تهريب المخدرات والاسلحة والتي تشكل افة اجتماعية خطيرة قد ينجح بعضها في الوصول الى اهدافها .
نعم نحن امام مهمة صعبة في الموازنة بين المصالح الاردنية العليا من جهة والواجبات الانسانية من جهة اخرى ، ولكن فان الشر حين يتسيد ويظهر ويمارس بكل اشكال التحديات السافرة ممارسات تمس السيادة الوطنية الاردنية وسلامة المجتمع الاردني وقيمه واخلاقياته في هذا الموقف فانه لا مجال للرأفة والتهاون في مواجهة من لا يتورعون عن تصويب اسلحتهم نحو رجال الجيش في مواقعهم ،ويريدون ان يفلتوا بما يحملون من جرائم وشر ، وأيضا ان حالات النزوح ستتزايد طالما هناك الترحيب الحار والعناية الفائقة وتأمين وظيفة او لاجئ براتب ومخصصات وامتيازات وهنا ما الذي يمنع من تدفق اللاجئين المستمر لمن هب ودب طالما اننا بعد لم نتعظ من المثل القائل ( كثرة التهلِّي تجيب الضيف الردي )
وأيا كان فان السيادة الوطنية لا يتقدمها او يعلوها شيء ،وان درء الشر والجريمة هو اولوية وطنية قصوى ،ناهيك عن هجوم 5000 الاف نازح ومقاومتهم لرجال الامن العام وهم يأكلون ويشربون في حماية رجال الامن هؤلاء .
فماذا ننتظر بعد ، هل ننتظر ان تتحول معسكرات النازحين الى بؤر لكل الممارسات غير القانونية وتُفْرَضُ هذه الممارسات بالقوة ؟ هل يمكن ان تتحول هذه المعسكرات الى كتائب وفصائل مناوئة للاردن (الخلايا النائمة ) في يوم ما ونحن نتعامل بعد بتلك الرأفة والعطف ؟؟
ولكن نثق دائما بقوة ومنعة الاردن ن ونثق بقدرة جيشنا العربي وامننا العام ودركنا في التعامل مع هذه الحالة ، ولكن هذا هو استنزاف مستمر لقوتنا وطاقاتنا ، و تزايد في حجم الخطر واتساعه كل يوم مع عدم القدرة على تحديد نوايا النازحين وماذا يخبؤون.
نعم لقد شعرنا بالنشوة والزهو حين تعاملت طائرات سلاح الجو الملكي الاردني مع سيارات المتسللين التي غالبا ما تحمل فقط الاسلحة والمخدرات ، حتى في تهريب الاغنام فان ربطات المخدرات تكون ملفوفة في اسفل بطن النعجة والماعز بطريقة مخفية وحتى وضع قطع سلاح ،
لقد كانت خطوة جبارة في قرار القصف الجوي للمتسللين ، وفيه تجنيب قواتنا الارضية من التعامل مع المتسللين وجها لوجه الذي لا يترددون وعلى الفور باطلاق النار باتجاه قواتنا وهنا في هذا القرار ردع للمتسللين ليفكروا ان هناك اساليب متطورة لم تستخدم بعد في مكافحتهم والقضاء عليهم .
ولكن القرار الاهم الذي ننتظره هو اغلاق الحدود ووقف النزوح وبالتالي وقف تجارة النزوح الرائجة في الجانب السوري ، ويحصل الدليل الذي يقود النازحين الى نقاط العبور على 500 دولار على الاقل عن كل عائلة صغيرة وحوالي 300 دولار عن كل فرد يكون منفردا .
ان النزوح في اغلبه غير مبرر ، بدليل تصرفات عديدة برزت في مخيمات النازحين لا يمكنها ان تصدر عن من يهرب من بلده لاسباب المأساة ويرغب في الامن والغذاء والدواء ، بل تصدر عن عصابات ومتنفعين ومارقين .
نحن نضم صوتنا الى عدد من اعضاء مجلس النواب الذين اقترحوا اغلاق الحدود ، والحاجة ماسة لتنفيذ هذا الفعل قبل ان نندم رغم المسؤوليات الدولية ، ويمكن ان تقام معسكرات النازحين داخل الاراضي السورية وتقديم الخدمات لهم من قبل المنظمات الدولية ،او تشكيل قوة سلام دولية لهذه الغاية مثلما هو الامر في ليبريا وساحل العاج وتمارس قواتنا المسلحة هذه المهمة ضمن قوات حفظ السلام الدولية .
تحية لجيشنا الباسل العظيم ولخطواته الجبارة في سبيل حماية امن الوطن ، وتحية لطيارينا البواسل وللامن العام والدرك والدفاع المدني ،
وتحية في يوم التحية الكبير حين نسمع عن قرارات سيادية جريئة في مستوى اغلاق الحدود ... وان نقول لا لا لا بكل قوة وجرأة فنحن الاقوى والاعظم ؟؟؟ ..