عذرا إن تحدثت اليوم عن تيسير السبول ( لصلة القرابة بيننا ) لكنها حكاية بمضمون و أرجو أن تجد منكم القبولسأله أحد أصدقائه يوما عن أفضل أمانيه فأجاب أن يصل الساندويتش إلى الطفيلة!!!!! أي أن يتعرف أهل الطفيلة على الساندويتش.
ربما كان أو لم يكن في الطفيلة مطعم يبيع سندوتشات الفلافل و مقليات الباذنجان و البطاطس، ربما...
و قد يستهجن الكثيرون ما تمناه تيسير السبول لكن تيسير ما كان ليقول ذلك لولا معان و مغاز في إجابته.
ما قصده تيسير السبول عندما يصبح الوقت ذا مغزى و هدف لدى قوم بحيث تصبح الوجبة ليست هدفا بذاته و لكنها وسيلة لهدف، عندما يتحول إيقاع الحياة إلى السريع بحيث يكون العمل و الإنتاج هو الهدف تتقدم الأمم و تتفوق على غيرها.
و الأمنية ما كانت للطفيلة فقط و لكنها كانت على صعيد الوطن فعندما يصبح مفهوم الوقت بتلك القيمة في الطفيلة فهي إذا في عمان و إربد و في كل مكان في الأردن.
من يلاحظ طريقتنا في التعامل مع وجبات الطعام بحيث أصبحت غاية و ليست وسيلة فهي للتكريم و التو جيب و هي للمظاهر و هي للنفاق. مناسف و سدور من الأرز و اللبن يقذف بها في حاويات القمامة، ندعى لها و نتجهز لها و نفرغ لها الكثير من وقتنا حتى إذا تحلقنا حولها أطبقنا عليها بالأيدي و غصنا و لغوصنا فيها حتى لا تصلح إلا للقمامة من بعدنا.
حتى في اجتماعاتنا العائلية نبالغ في الطبخ كما و نوعا و لا نأكل منه إلا الربع أو النصف و نحتار في التصرف في البقايا و أخيرا لا نجد لها إلا حاويات القمامة مقرا و مقاما.
بالرغم من ذلك فإن ما عناه تيسير السبول هو قيمة الوقت في حياة الإنسان. لم ينكر تيسير السبول في حياته و ممارساته أهمية و ضرورة التواصل العائلي حتى من خلال الوجبات لكن ما أنكره هو إضاعة الوقت في كل حين و لدى كل وجبة في الإعداد و التجهيز و التناول بينما يجب أن يكون هناك وقت للساندويتش و وقت للتواصل.
كم كنت بعيد النظر يا تيسير..... لك السكينة .
info@al-zomala.com