أتابع الانتخابات الأمريكية و بشكل يومي، لكنّ متابعتي لها لا تختلف كثيراً عن متابعتي لجوائز الأوسكار و أخبار فناني هوليوود، أي بدون أي اهتمام سياسي، ولا أخفيكم تحيزي ذا الخلفية المهزومة مع أوباما. إلا أنّ المقال ليس له علاقة بهذا أو ذاك بقدر ما له علاقه بالطريقة التي يطرحها الإعلام الأمريكي في تغطية أخبار المتنافسين.
يفاجئنا الغرب كلّ يوم وكلّ ساعة بوسائل ذات تقنية عالية و مهنية رفيعة المستوى في طرح أي قضية كانت، سواء إطلاق رصاص في إحدى الجامعات أو موت إحدى عارضات مجلة "البلاي بوي" الشهيرة، وصولاً إلى الانتخابات الأمريكية.
مثلاً، في الثلاثاء العظيم، كما يسمونه، ظهرت شاشات عرض جرافيكي رفيعة تعطي المذيع أو المحلل نتائج الانتخابات و الاستطلاعات في كلّ ولاية بمجرّد لمسها، وكما لاحظنا فإنّ تلك الوسيلة استُخدمت من قِبَل العديد من المحطات؛ فترى الإعلاميين، المخضرم منهم قبل الجديد، يسارع إلى استخدامها و التعليق عليها.
ولعلّ الحصول على مثل هذه التقنيات بحاجة إلى ميزانية ضخمة، ولكنّ الحصول على معدّ برامج خلاق و مخرج مبدع، مع ما توفّر بين يديهم من تكنولوجيا، ليس بحاجة إلى ميزانية كي يستطيعوا الخروج عن المألوف؛ فمثلا، لا ضير من استخدام خريطة لوطننا العزيز على أحد برامج الكمبيوتر توضّح المحافظات و القرى، إذا دعت الحاجة إلى الإشارة إلى أحدها لنقل القادسية مثلا أو وادي سلحوب فأنا متأكدة أننا سوف نتعلم جغرافية بلدنا وأولنا المذيع.
الإعلام تطوّر جداً ونحن ما نزال نقبع أمام الكاميرات رافضين التغيير.
التغيير في طرح الأخبار أصبح ضرورة وليس ترفاً، هذا ما يجب أن يعرفه الإعلاميون. باعتقادي إنّ نشرة الأخبار قادرة على توصيل معلومات غير تلك التي يتفوّه بها المذيع؛ لاحظ ذلك وأنت تقلّب القنوات الفضائية فتقع عينك على بذلة مقدّم أخبار تلفزيون السودان أو مقدّمة النشرة الجوية في الفضائية اللبنانية.
حقيقة أنا لا أعلم الطريقة التي تُعَدّ من خلالها نشرة الأخبار، و كيف تخرج إلينا بالتوليفة إياها، ولكن الأكيد أنها بحاجة إلى تغيير.