اصبحت اعداد الحاصلين على الدعم مثل الحديد يتمددون صيفا ويتقلصون في الشتاء دون وجود الية واضحة تضبط هذه العملية !!

في الاردن فقط يستطيع رئيس مجلس ادارة سابق ان يشفط ما يقارب النصف مليار على مدى عقد من الزمان دون ان يتمكن أي احد من اكتشافه.. بينما «ابو فواز» كانت اجهزة الدولة كافة تتربص قدومه لتقديم طلب الدعم ليتم رفض طلبه على الفور لان بيانات اجهزة الدولة تشير الى انه في عام 1952 كان يملك «بقالة» تبيع تحديدا السمن واللبن ودخان «الهيشي»، وكان يحقق ربحا صافيا في ذلك الوقت مقداره 12 دينارا و 70 قرشا في الشهر، وكان يجلس امام بقالته ابو سلطان وابو العبد وكانوا يشربون الشاي بـ «الزعتر»، واحاديثهم والعياذ بالله كانت تنصب دائما على استغابة الناس، وتزوج من «فتحية» عام 56، وانجب فواز عام 57 وتحديدا على يد الداية «حليمة»، وذبح له عقيقة حضرها كل من السادة التالية اسماؤهم _ مرفق الكشف _ ثم اغلقت البقالة بعد نكسة حزيران، ولم يقم الاخ «ابو فواز « منذ ذلك الوقت بشطب السجل التجاري، لذلك هو لا يستحق الدعم !!

نعم تستطيع اجهزة الدولة ان تحدد لون شباح «ابو فواز» في عام 1952عندما يتعلق الموضوع بالدعم، لكنها لا تستطيع ان تحدد بالضبط من باع اسهم الضمان !!

بعد ان انبهر العالم بولادة عنز «برأسين» وعجل «برأسين» وحوت «برأسين» وحرثون «برأسين». وتسابقت وسائل الاعلام الاجنبية لالتقاط الصور لهذه المواليد العجيبة، لم يقف الاردن مكتوف الايدي لانه بلد العجائب اصلا، قدم للعالم حالة فريدة من نوعها بعد ان انجبت الحكومة الحالية وزيرا «براتبين» !!

الوزير الذي كان لا يعلم ان القوانين لا تسمح بالجمع بين الراتبين تعهد للامانة باعادة ما تقاضاه..
حين تكتشفون ان شلاش اكل ساندويشة «كباب»، لذلك هو من كبار الجشعين ولا يستحق الدعم، وحين تكتشفون ان منصور اشترى «قضامة»، لذلك هو فاسد ابن فاسد ولا يستحق الدعم، وحين تكتشفون ان ام مراد اشتهت الكوكتيل، لذلك هي بورجوازية لا تستحق الدعم..

بينما وزير عامل يتقاضى راتبين من اجهزة حكومية من المفروض ان فيها انظمة مالية وقانونية ورقابية صارمة لا تسمح بصرف «فلس» دون التحقق مسبقا من صرفه، ولا يتم اكتشافه الا من قبل صحيفة عربية لان اجهزة الدولة كافة مشغولة بالبحث عن كل ما يملكه اصحاب الدعم وكأنهم اصحاب سوابق !!

حين تقارن بين عدم قدرة الحكومة على اكتشاف ان الوزير يتقاضى راتبين.. وبين قدرة الحكومة العجيبة على اكتشاف ان غيارات «ابو فواز» الداخلية في عام 1952 كانت لونين!!
لا يصبح لديك ادنى شك.. ان الدعم يذهب حقيقة لمستحقيه!!.
(العرب اليوم)