المركزية واللامركزية .. وهم المواطن
خلف وادي الخوالدة
15-04-2014 02:46 AM
المواطن الأردني واعٍ ومثقف ومدرك تماماً لما جرى ويجري وأصبح غير معني بما تسعى إليه الحكومة وبعض الساعين إلى المناصب والمكاسب من خلال بعض الدراسات والبرامج ومشاريع القوانين البعيدة كل البعد عن همه اليوم وحاجاته الملحة وبذلك لا يعنيه المطالبة بالتعديلات الدستورية والإصلاحات السياسية أو الانتخابات الحزبية والنيابية والبلدية كونه أحبط من نتائجها غير الإيجابية وما تركته من خلافات أسرية واجتماعية.
اصبح غير معني بما يسمى بالمركزية وغير المركزية بقدر ما هو متلهف وبأمس الحاجة لإنهاء وليس معالجة ما يعاني من فقر وبطالة تزداد يوماً بعد يوم نتيجة مديونية عالية وعجز بالموازنة لم يسبق تاريخ الوطن لهما مثيلاً مما حمّل النتائج الكارثية للمواطن لتسديد هذه المديونية وعجز الموازنة من جيبه الخاص والتي هي أصلاً فارغة لعدم وجود أي مصادر لها وستتحمل كذلك هذا العبء الأجيال القادمة وما أثقل كاهل المواطن وزاد من ضنك عيشه الضرائب والرسوم والأسعار الخيالية لا بل الجنونية.وتجاهل الحكومة كلياً لحل بعض القضايا والمطالب المحقة التي أصبحت تعالج بإجراءات أمنية وقتية تتمثل بفض الاعتصامات ومنع الاحتجاجات وإعادة فتح الشوارع والطرقات مما يزيد الاحتقان والغضب الشعبي واتساع ظاهرة العنف المجتمعي والمشاجرات والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة والفلتان الأمني والسرقات ومحاولة النيل من هيبة الدولة. هذه الممارسات السلبية تؤدي إلى إثارة الفتن والنعرات وتؤثر سلباً على الروابط الأسرية والاجتماعية والسلم المجتمعي كما ساهمت في تجميد وهروب الاستثمارات المحلية وعدم جذب الاستثمارات الخارجية وبذلك أصبح بلدنا بيئة طاردة للاستثمار لا جاذبةً وحاضنةً له.
وأستذكر في هذا المجال عندما زار جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه مدينة الطفيلة في بداية الستينات عندما ألقى القائم مقام آنذاك كلمةً أمام جلالته وكان يرتدي بدلة فوتيك عسكرية متأثراً بالتيار الناصري حيث قال " فلسطين .. فلسطين .. فلسطين " يا جلالة الملك. عندها انبرى شيخ جليل مقاطعاً ذاك المتحدث وقال له " انتشب .. انتشب .. انتشب " وقال لجلالة الملك " هذا الفلو مقطعه الأدعري فلسطين قضية العالم العربي والإسلامي ولا يجوز أن يتحمّل جلالتكم ومعكم الشعب الأردني مسؤوليتها وحدكم وأنتم آل هاشم الأطهار أول من جاهد وضحى ولا زلتم من أجلها ". " أدنا مي نشرب " ضحك جلالته رحمه الله وأوعز للحكومة المباشرة فوراً بتأمين مدينة الطفيلة بمياه الشرب.
وكذلك حال المواطن الأردني فهو غير معني بكل البهرجة الإعلامية لتلك الدراسات وغيرها " أده مي يشرب .. وفرصة عمل يعمل .. ولقمة عيش يأكل .. بعفة وكرامة " وأمن وأمان عملاً لا إعلاماً.