كتب لي على الايميل يقول "عندما شاهدت قبل ما يقارب السنة الحلقة التي بثتها قناة الجزيرة الفضائية عن الروائي الأردني هاشم غرايبة في برنامج أدب السجون قررت أن أتشبه بهاشم الذي أعجبتني سكسوكته وجلسة الشاي الحميمة مع أسرته الكبيرة وترتيب جرابات الروائي غرايبة في جرار خاص في الوقت الذي كنت املك جوز جرابات واحد تطل أصابع قدمي من الإمام كأنها فئران في جحر ومن مؤخرته يظهر الكعب بوضوح واضع جواربي مساء كل يوم بعد أن أعود في كندرة البلاستيك". تمنيت لو ادخل السجن حتى أصبح من أدباء السجون واشتري عددا كبيرا من الجوارب وتلتقي بي فضائية الجزيرة وتصور حارتي القبلية وأصر على تصوير عربايتي ثلاثية العجلات التي اعمل بها في الحسبة حتى اظهر معاناتي ويظهر عليها رقمي الخلوي والحسبة وصديقي العتال وسيارة جارنا أبو العبد المية وتسعين وشهادة محو ألامية التي حصلت عليها من المختار أبو خماس وعلقتها أمي في صدر البيت واشرب الشاي مع أمي وجدتي الختيارة وشقيقاتي اليتيمات وتشاهدني وطفة بنت الجيران .

لكني اعلم أني لن ادخل السجن فالبلد تغيرت والحريات توسعت وأصبح هناك مجلس نواب يملك أعضاءه سيارات BMW ولا يوجد سجناء رأي فقررت في يوم احد أن ازور خالي في سجن قفقفا واكتب فيه قصيدة فأصبح بعدها من جماعة أدب السجون.

وفي أول زيارة للسجن نطيت قبل أمي بالباص وعندما رأيت سجن قفقفا تمنيت لو انه بيتنا ظنا به قصرا منيفا يقبع على تلة هوائية حاسدا ساكنيه والعز الذي هم فيه.

وأمام قضبان السجن المتشابكة كأنها أصابع عاشقين تمنيت لو أصبح من أدباء السجون وخطرت لي فكرة أن اصرخ بعبارة قالها الروائي غرايبة لجده عندما لامه على معارضته للحكومة: (إنها حكومة مجنونة).

صرخت بصوت لم يسمعه إلا أنا إنها حكومة مجنونة تلك التي تترك طفلا مثلي لم يتجاوز الرابعة عشر يصبح كهلا، حكومة مجنونة تسمع عن أطفال لم يصلوا إلى سن المراهقة لكنهم شاخوا وكبروا، تسمع عنهم وتسكت وتتركهم يتسكعون بالشوارع الباردة وأمام المساجد وعند الإشارات الضوئية ويتركون مدارسهم ويهجرون رحاليهم ويرمون في سلة المهملات كتبهم ودفاترهم وأقلامهم لأنها لا تصلح لهم حكومة مجنونة تلك التي تتقاتل فيه احزابها من اجل اشياء تافهة ، حكومة مجنونة تلك التي توزع المناصب تسجن بدون سبب .

ملاحظة اولى :انا لا اقصد حكومة بعينها
ملاحظة ثانية: اصبح دخول السجن سهل جدا بعد اقرار النواب قانون المطبوعات
royaalbassam@yahoo.com