متى يحصل التدخل العسكري في المنطقة؟
فهد الخيطان
15-04-2014 02:37 AM
ليس واردا عند أميركا أو غيرها من القوى الغربية التدخل عسكريا في سورية لحسم الصراع. احتمال كهذا يعادل الصفر المئوي.
الرئيس الأميركي باراك أوباما، بات أكثر وضوحا في الأسابيع الأخيرة، حين تحدث عن حدود القوة الأميركية؛ ناهيك عن تعقيدات الصراع السوري ذاته، وموقف روسيا غير المسبوق. وهي كلها عوامل تشطب مبدأ التدخل العسكري.
لكن القوى الدولية؛ الغرب وروسيا ودول المنطقة، وفي غياب استراتيجية للحل السياسي، تواجه تحديا خطرا إذا ما استمرت الحرب في سورية بين النظام وجماعات المعارضة المسلحة.
التحدي، ببساطة، هو قيام دولة للمتطرفين عابرة للحدود والدول.
تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، والمعروف اختصارا باسم "داعش"، يبسط سيطرته على مناطق واسعة شرقي سورية، ويستعيد زمام المبادرة في حلب. وفي مناطق المواجهة الأخرى؛ ادلب ودرعا وحمص، وأخيرا مدن الساحل، يبرز دور مهيمن لمقاتلي تنظيم "جبهة النصرة".
في العراق، تحقق "داعش" مكاسب ميدانية كبيرة، ولم تفقد منطقة كسبتها. وبعد الأنبار والفلوجة، تتطلع شمالا للسيطرة على مصفاة "بيجي" النفطية، والتي تزود معظم محافظات العراق باحتياجاتها من المشتقات البترولية.
وفي ضوء المسار المتوقع في العراق بعد الانتخابات التشريعية، يُعتقد على نطاق واسع أن تضعف قبضة الدولة المركزية، وتشهد مزيدا من التفكك.
مقاتلو "داعش" في سورية يتقاسمون مع مقاتلي العشائر السيطرة على الآبار النفطية في الرقة والحسكة، كما أقر بذلك رئيس الحكومة المؤقتة المحسوبة على المعارضة السورية، في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية. وفي العراق، تبدو الطريق معبدة أمام "داعش" للسيطرة على مواقع نفطية حيوية.
في غياب قدرة النظامين المعنيين؛ السوري والعراقي، على وقف تقدم "داعش" وأخواتها من الجماعات المتطرفة والقوى المتحالفة معها، ما الذي يحول دون سيناريو "دولة العراق والشام"؟
تحقق مثل هذا السيناريو الكابوس، سيكون بالنسبة لدول المنطقة وأميركا وروسيا، أخطر بكثير من حكومة طالبان في أفغانستان، ومن بعدها تنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن، ومن كل ما تمثله الجماعات المتطرفة في اليمن وباكستان وحتى سورية في لحظتها الراهنة من أخطار.
هل يمكن لدول المنطقة؛ الأردن ودول الخليج العربي وإيران، أن تقبل بكيان لـ"القاعدة" على مقربة من حدودها؟ وهل تكتفي دولة "داعش" بما حققت، أم تبادر إلى توسيع حدودها وتصدير نموذجها؟
ربما يعتقد البعض أن سيناريو كهذا صعب التحقق. لكن الوقائع على الأرض تعطيه قدرا كبيرا من الواقعية. من كان يتوقع للصراع في سورية أن يبلغ المدى الذي وصله؟
الحالة في المنطقة، لا بل في كل العالم بأزماته المتفجرة، تمضي من دون رادع، وتتطور وفق صيرورتها الخاصة من دون قدرة على ضبطها.
نشوء مثل هذا الوضع سيدفع القوى الدولية، ومعها دول المنطقة، إلى التدخل بكل الوسائل، ومن بينها العسكرية، للقضاء على دولة المتطرفين. وقد نشهد تحالفا بين دول وقوى تقف اليوم في خندقين؛ أميركا وإيران، روسيا والسعودية، وهكذا. وليس مستبعدا أبدا أن يكون النظام السوري في نفس الخندق مع أميركا في الحرب ضد دولة "القاعدة".
لا تستغربوا؛ كل شيء صار متوقعا وسط هذه الفوضى.
(الغد)