رسول السلام بين الفاتكان وفيينا والكرملن وعمان
السفير الدكتور موفق العجلوني
14-04-2014 02:14 AM
نعم يا جلالة الملك , انت رسول السلام انت الامل في هذا العالم الغارق بالاحزان .ليس لنا مرجعية داخلياُ و خارجياُ سوى جلالتكم و لا قدوة الا محياكم و لا مرشداُ الا هداكم , و انتم معنا نسير على دربكم و نعمل جاهدين على السير على نهجكم و ان نكون قريبين من رؤياكم بدبلوماسيتنا ووطنيتنا وولاءنا و توجهاتنا و لقاءاتنا مع الاشقاء و الاصدقاء وفي احلامنا و يقضتنا في بناء الاردن الراقي , في بناء الاردن الديمقراطي , في بناء الاردن الواعي في بناء الاردن الحضاري في بناء اردن المودة و المحبة , في بناء اردن العروبة من منطلق مبادىء الثورة العربية الكبرى و في بناء الاردن العربي الاسلامي الوسطي .
جذورك يا سيدى بارثك العربي الهاشمي الذي يعرفه الداني و القاصي و يشهد الية القريب و البعيد و العدو قبل الصديق , و هذه رسالة عمان وكلمة سواء رسالة نور نابعة من كتاب الله و سنة رسوله , حيث جاء بمحكم تنزيله : " كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله " صدق الله العظيم.
و انتم يا سيدي حفيد قائد امتنا الاسلامية و دعوتكم من قبل القادة و الزعماء و الرؤساء للمشورة و النصيحة و تبادل الرأي لانهم يعرفون انكم خيرة الخيرة من زعماء و قادة هذه الامة و التي بالاصل جاءت لانقاذ البشرية من شر البلية والجهل و الفقر و الظلامية و الخوف و العصبية و الظلم و الجهوية , وان كنتم تبادرون للقاء القادة و الزعماء و اهل الراي و المشورة و الحوار فهذه رسالة جدكم العظيم محمد رسول الله و رسالة المحبة و السلام تيمناُ بقوله تعالي " ادعو الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن ". و ما عرف عنكم من انسانية تيمناُ بقوله تعالي " يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر و انثى و جعلناكم شعوباُ و قبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ". و اسستم معهداُ في ديوانكم العامر للدراسات الدينية و حوار الاديان تيمناُ بقوله تعالي " امن الرسول بما انزل اليه من ربه و المؤمنون كل امن بالله و ملائكته و كتبه ورسله لا نفرق بين احد من رسله و قالوا سمعنا و اطعنا غفرانك ربنا و اليك المصير "صدق الله العظيم .
و من هنا ينصت القادة و الزعماء مستمعين لحديث جلالة الملك و كما يدرك العارفون رسالة جلالة الملك و مهمته على مستوى الامة وحكمتة وبعد نظرة في التواصل مع قادة العالم . و لقاء جلالته مع قداسة البابا و الرئيس النمساوي و الرئيس الروسي مؤخراُ تقع في هذا المضمون . و عندما يدعو الرئيس بوتين جلالة الملك لجولة على دراجة نارية في شوارع موسكو هذا تعبير عن مدى الاريحية و الالفة و التقدير و الثقة التي يوليها الرئيس بوتين الى جلالة الملك و رسالته الى العالم عن توافق مع جلالة الملك في ايجاد الحلول السلمية للازمات التي تعصف بشعوب منطقتنا و ايجاد الحلول من خلال الجلوس على طاولة المفاوضات لا من خلال الالة العسكرية واغتصاب حقوق الاخرين .
كما ان اللقاء المبارك بين جلالة الملك و قداسة البابا هو صورة اخرى لهذا الملك العربي المسلم ,و من هنا يولي قداسته محبة و احترام خاص لجلالة الملك و مباركة خاصة للاردن من خلال الزيارة المقبلة في الايام القادمة في حج قداسته الى عماد المسيح علية السلام في الاردن , بنفس الوقت هي رسالة الى العالم المتحارب و المتعصب ذهنياُ بضرورة اخذ العبر والدروس من تعايش الالفة و المحبة و المودة بين ابناء العائلة الاردنية الواحدة بمختلف عقائدهم و مشاربهم .
يبدوا ان الكرملن اخذ العبر من دروس ليبيا و العراق و افغانستان , في ضوء ان البيت الابيض قد تعلم دروسه في كل من افغانستان و العراق و ربما مع تكنولوجيا اليزر لتصحيح النظر يبدوا ان روسيا سبقت الولايات المتحدة في هذا المجال , علماُ ان روسيا تستورد التكنولوجيا من الولايات المتحدة , و قامت بتصحيح نظرها السياسي و العسكري , حين بدأء بصر العالم "يزوغ " نتيجة اصابته برمد الربيع العربي .
و من هنا يعي جلالة الملك جيداُ ما يجري من تطورات على الساحة الاوروبية و الشرق اوسطية و التدخلات والتداخلات الاقليمية و الدولية وانعكاسها على القضية الفلسطينية والازمة السورية و التي هي عبارة عن دلائل و مؤشرات ان روسيا ليس عائدة الى الساحة الدولية كمراقب او رجل ثاني في بعثة دبلوماسية , لا بل عائدة لتقول الى المجتمع الدولي : الند بالند و العين بالعين و البادىء اظلــــــــم و انا ( روسيا الاتحادية ) لن اقبل ان اكون الرجل الثاني في بعثة دبلوماسية او السفير المفوض و فوق العادة بل العميد , فقد انتهت عمادة الولايات المتحدة للعالم التي دامت منذ ازالة حائط برلين الى اليوم , و حان دور انتقال العمادة لي "روسيا الاتحادية بما فيها القرم" ابتداء من الان - فترة الحرب الحامية – الى ان تنتهي عمادة الحرب الحامية الى روسيا الاتحادية و التي ربما تستغرق 20-25 عاماُ - ليتبعها عمادة جديدة "الحرب الفاترة " و التي من المتوقع ان تتسلمها الصين - و في حالة تعذر/اعتذار تسلم الصين لعمادة فترة "الحرب الفاترة " - ربما في ضوء الفوضى الخلاقة العالمية من المتوقع ان يتم تفويض عمادة هذه العالم الى كليلة و دمنة حيث يتم اختيار عميد من بين الاسود او النمور و ربما الذئاب الجائعة – عندها هل يتخلص العالم من الازمات و الحروب ......... و يعم الامن والسلام في ارجاء المعمورة ؟ !!!
و من هنا و قبل ان يصل العالم الى مرحلة كليلة و دمنه , على المجتمع الدولي و الاطراف المتنازعة في هذا العالم و خاصة في الشرق الاوسط ان يعوا جيداُ لما يقوله رسول السلام هذا الملك الشاب عبدالله الثاني ابن الحسين و الذي يواصل رسالة والده الحسين رحمه الله من اجل ارساء سلام عادل ومشرف و دائم لشعوب المنطقة و التي عانت الكثير الكثير و اكتوى بنارها عشرات الالاف لا بل مئات ان لم يكن ملايين من الابرياء من اطفال و نساء و شيوخ و مدنيين و عسكرين و نازحين ولاجئين . حان الوقت ان ترتاج شعوب هذه المنظقة من الحروب و الويلات و ان تترك لشؤونها الداخلية في التنمية و العمران وتساهم في رقي شعوبها و شعوب العالم .